والمناسبة في كونه
استعاذ بالله من الخبث والخبائث - يعني من شياطين الجن ذكرانهم وإناثهم -،
المناسبة أن الحشوش هذه محلات قضاء الحاجة هي مساكن الشياطين، هي مأوى الشياطين؛
لأن الشيطان إنما يأوي إلى المحلات القذرة والوسخة؛ لأنه خبيث، ولا يناسبه إلاَّ
الخبائث، فالشياطين تسكن وتوجد في الحشوش محلات قضاء الحاجة، فناسب أن يستعيذ بالله
من شرهم عند الدخول؛ لئلا يضروه، فلجأ إلى الله أن يحميه منهم؛ لأن هذا مكان
وجودهم، فإذا قال المسلم هذا الكلام الذي قاله الرسول صلى الله عليه وسلم عند دخول
محل قضاء الحاجة، حماه الله من الشياطين الموجودين في هذا المكان، وإذا لم يقل
هذا، فحري أن يضروه، إما أن يضروه في عقله، وإما أن يضروه في جسده، فهو محل خطر،
ينبغي للإنسان أن يتنبه له عند الدخول، فيتحصن بالله قبل أن يدخل فيه بهذا الذكر
العظيم.
فالحديث فيه دليل على أن الإنسان إذا أراد أن يقضي حاجته في مكان، سواء كان معدًا لذلك أو في فضاء، أنه عند ذلك يقول هذا الكلام، إن كان في مكان معد عند الدخول، وإن كان في فضاء، فإذا أراد الجلوس للقضاء ورفع ثوبه، يقول هذا الذكر: «أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الْخُبْثِ وَالْخَبَائِثِ»، وهذا شيء لا يكلفه تعبًا ومشقة، كلمتان يقولهما، فيعصمه الله جل وعلا من أمر خطير.