عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِذَا أَتَيْتُمُ الْغَائِطَ فَلاَ
تَسْتَقْبِلُوا الْقِبْلَةَ بِغَائِطٍ وَلاَ بَوْلٍ، وَلاَ تَسْتَدْبِرُوهَا،
وَلَكِنْ شَرِّقُوا أَوْ غَرِّبُوا». قال أبو أيوب: «فَقَدِمْنَا الشَّامَ
فَوَجَدْنَا مَرَاحِيضَ قَدْ بُنِيَتْ نَحْوَ الْكَعْبَةِ فَنَنْحَرِفُ عَنْهَا،
وَنَسْتَغْفِرُ اللَّهَ عز وجل »([1]).
عن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله
عنهما قال: رَقِيتُ يَوْمًا عَلَى بَيْتِ حَفْصَةَ فَرَأَيْتُ رَسُولَ الله صلى
الله عليه وسلم يَقْضِي حَاجَتَهُ مُسْتَقْبِلَ الشَّامِ مُسْتَدْبِرَ الْكَعْبَةِ
([2]). وفي رواية: «مُسْتَقْبِلاً بَيْتَ
المَقْدِسِ»([3]).
هذان الحديثان في
جلوس الإنسان لقضاء حاجته من بول أو غائط، كيف يجلس لقضاء حاجته؟
النبي صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث الأول: «إِذَا أَتَيْتُمُ الْغَائِطَ»، والغائط: هو المكان المنخفض من الأرض، الغائط في اللغة هو: المكان المنخفض من الأرض، والمراد به هنا: وما يخرج من الإنسان، سمي غائطًا من باب الكناية؛ لأن الشارع الحكيم يتجنب الألفاظ المكروهة والمستقذرة، ويكني عنها كناية، هذا من الأدب في الكلام والخطاب، أنه لا يذكر الأشياء المستقذرة بلفظها، وإنما يكني عنها كناية، فالغائط في الأصل المكان المنخفض، ويطلق على الخارج من الإنسان؛