والجماعة -؛ لقوله
تعالى: ﴿فَٱتَّقُواْ ٱلنَّارَ ٱلَّتِي وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلۡحِجَارَةُۖ
أُعِدَّتۡ لِلۡكَٰفِرِينَ﴾ [البقرة: 24]، فقوله: ﴿أُعِدَّتۡ﴾، هذا دليل على أنها موجودة، وكان النبي صلى الله عليه
وسلم جالسًا في أصحابه، فسمعوا وجبة؛ أي: شيئًا سقط، الوجوب هو السقوط: ﴿وَجَبَتۡ جُنُوبُهَا﴾ [الحج: 36]، إِذْ سَمِعَ وَجْبَةً،
فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «تَدْرُونَ مَا هَذَا؟» قَالَ:
قُلْنَا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: «هَذَا حَجَرٌ رُمِيَ بِهِ فِي
النَّارِ مُنْذُ سَبْعِينَ خَرِيفًا، فَهُوَ يَهْوِي فِي النَّارِ الآْنَ، حَتَّى
انْتَهَى إِلَى قَعْرِهَا»([1])، فهذا دليل على أن
النار موجودة ومخلوقة الآن، وأنها يخرج منها نفس؛ كما أنه جاء أن الميت إذا وضع في
قبره، ولم يستطع الإجابة على سؤال الملكين؛ أنه يفتح له باب إلى النار، ويأتيه من
سمومها، وأن من أجاب جوابًا صحيحًا، يفتح له باب إلى الجنة، ويأتيه من روحها وطيبها،
فدل على أن الجنة والنار موجودتان الآن، مخلوقتان الآن، الجنة في عليين، والنار في
أسفل سافلين، في سجين، أي: في أسفل سافلين.
دل هذا الحديث: على رفع الحرج عن المسلمين وعلى استحباب الإبراد في صلاة الظهر عند شدة الحر، ودل على أنه إذا لم يكن هناك حر، فإنه يبادر بصلاة الظهر.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (684).