وَلۡتَأۡتِ طَآئِفَةٌ أُخۡرَىٰ لَمۡ يُصَلُّواْ فَلۡيُصَلُّواْ مَعَكَ﴾ [النساء: 102]، إلى آخر الآية،
وهذا في الخوف الذي ليس معه التحام مع العدو، والآية الثانية: إذا اشتد الخوف،
وحصل الهرب من العدو، وحانت الصلاة، فإن الهارب يصلي راكبًا أو ماشيًا، راجلاً أو
راكبًا، قال تعالى: ﴿حَٰفِظُواْ عَلَى ٱلصَّلَوَٰتِ وَٱلصَّلَوٰةِ ٱلۡوُسۡطَىٰ وَقُومُواْ
لِلَّهِ قَٰنِتِينَ ٢٣٨ فَإِنۡ خِفۡتُمۡ فَرِجَالًا
أَوۡ رُكۡبَانٗاۖ فَإِذَآ أَمِنتُمۡ فَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُم مَّا
لَمۡ تَكُونُواْ تَعۡلَمُونَ﴾ [البقرة: 238- 239]؛ يعني: صلوا رجالاً
ماشين، أو ركبانًا على الدواب، أو على غيرها من المركوبات، فدل على أن الصلاة لا
تسقط بحال، وإنما تصلى بحسب الاستطاعة، وهذا من تيسير الله سبحانه وتعالى ورفع
الحرج عن هذه الأمة المحمدية.
وصلاة الخوف وردت عن
النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث صحيحة، وبالصفات المتعددة، أوصلها بعضهم إلى
ست عشرة صفة، وبعضهم إلى تسع عشرة صفة، والإمام أحمد رحمه الله يقول: صلاة الخوف
ثبتت عن النبي صلى الله عليه وسلم بصفات كلها جائزة. فاختلاف الأحاديث، واختلاف
الصفات الواردة في صلاة الخوف محمول على تعدد الحالات، وأن النبي صلى الله عليه
وسلم صلاها في كل حالة بحسبها، فتعدد الصفات دليل على تعدد الأحوال، وأن النبي صلى
الله عليه وسلم صلاها بحسب الأحوال مع العدو، فلا تعارض بين الروايات أبدًا، ولله
الحمد. فمن صفاتها:
أولاً: إذا كان العدو في جهة القبلة، فإن هذا كما ذكر الله، فإذا كان العدو في جهة القبلة؛ يعني: بينهم وبين القبلة، فإنهم يقومون