عَظيم، وقَد أمرَ الله جل وعلا بدُعائه، ووعدَ
أن يَستجيب قالَ سبحانه وتعالى : { وَقَالَ رَبُّكُمُ ٱدۡعُونِيٓ
أَسۡتَجِبۡ لَكُمۡۚ} [غافر: 60] ، وقالَ تبارك وتعالى : { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي
عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌۖ أُجِيبُ دَعۡوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِۖ} [البقرة: 186] ،
والدعَاء أَعظم أنواعِ العِبادة، كما قالَ صلى الله عليه وسلم : «الدُّعَاءُ هُوَ العِبَادَةُ» ([1]).
وسَمَّاه الله عز وجل دينًا
فقال: { فَٱدۡعُواْ
ٱللَّهَ مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ} [غافر: 14] ، أي: مُخلِصين له الدعَاء، وسَمَّاه
عِبادةً فقالَ: {إِنَّ ٱلَّذِينَ
يَسۡتَكۡبِرُونَ عَنۡ عِبَادَتِي } أي: عن دُعائِي { سَيَدۡخُلُونَ جَهَنَّمَ
دَاخِرِينَ} [غافر: 60] .
ولكِن ليسَ كُلّ مَن دعَا
يُستجاب له، فلِماذا لا يُستجاب له معَ أن الله جل وعلا وعدَ أنه سيَستجيب، وهو
سبحانه وتعالى لا يُخلِف وعدَه؟!
الجوابُ عن هَذا في
عِدَّة أمورٍ:
أولاً: أن الله عز وجل قد
يُؤخِّر الإجابةَ لمَصلحةِ العَبد، ولهذا جاءَ أن الإنسانَ لا يَيْأَس ويَقول:
دَعوتُ ودَعوتُ فلم يُستجَبْ لِي ([2]) فَلْيُكْثِر من
الدعَاء، فقد تكُون مَصلحته في تَأخير الإجابَة، لأنّ اللهَ إما أن يُجيب دَعوته،
وإما أن يَدَّخِر له خيرًا منها، وإما أن يَغفر له مِن الذنوبِ مِثلها، فاللهُ
حَكيم عليمٌ. فعَلى العبدِ أن يَدعوا ويُكثر مِن الدعاءِ ولو لم تَحصُل الإجابةُ
السريعةُ، ولا يَيْأَس مِن رحمةِ اللهِ.
ثانيًا: قد يكونُ المَانع مِن قِبل العَبد، فقد يَدعو بدُعاءٍ غَير مَشروع، والله جل وعلا لا يَقبل إلا بما شَرَع، وقد يَدعو وقَلبه غافلٌ ليس مُوقنًا بالإجابةِ، والنبيّ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «ادْعُوا اللهَ وَأَنْتُمْ مُوقِنُونَ بِالإِجَابَةِ، وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ لاَ يَقْبَلُ دُعَاءً مِنْ قَلْبٍ غَافِلٍ لاَهٍ».
([1])أخرجه: أبو داود رقم (1479)، والترمذي رقم (2969)، وابن ماجه رقم (3828)، وأحمد رقم (18352).