وقد ذكرَ المُصنِّف رحمه الله آدابًا إذا
صادفَها العبدُ في دعائِه فحَرِيٌّ به أن يُجاب، وهي:
أولاً: قال «صَادَفَ خُشُوعًا فِي الْقَلْبِ»، أي:
يكُون القلبُ حاضرًا وقتَ الدعاءِ ولا يكونُ غافلاً.
ثانيًا: «وانكسارًا» يعني: افتقَار «بينَ يَدي الرَّب»، أي: يعرفُ فقرَه
وحَاجته إلى اللهِ تبارك وتعالى .
ثالثًا: «وذلًّا له وتضرعًا ورِقَّة»؛ لقَوله عز
وجل : {ٱدۡعُواْ
رَبَّكُمۡ تَضَرُّعٗا وَخُفۡيَةًۚ} [الأعراف: 55] .
رابعًا: «واستقبلَ الداعِي القِبلة» من أسبابِ
القَبول أنه يَستقبل القِبلة، وهكذا العِبادات يُستحَبُّ أن تُستقبلَ بها
القِبلةُ؛ لأنها قِبلة المُسلمين.
خامسًا: «وكانَ على طهارةٍ» يُستحَبّ أن يكونَ
وقتُ الدعاءِ على طهارةٍ؛ لأنه عِبادة، وكَونه يُؤدِّيها على طهارةٍ أَفضل.
سادسًا: «ورَفع يَديه إلى اللهِ» كذلك رَفع
اليدينِ إلى اللهِ من بابِ إظهارِ الفَقر والحَاجة إلى اللهِ، وهذا مِن أسبابِ
القَبول.
سابعًا: «وبدأَ بحَمد اللهِ والثناءِ عَليه» كذلك
مِن آدابِ الدعَاء أن يبدأَ بحَمد الله جل وعلا ، ويُصلي على النبيِّ صلى الله
عليه وسلم ، ثم يَدعو.
ثامنًا: «ثُم قدَّم بينَ يَدي حَاجته التوبَة
والاستغفَار»؛ لأنه إذا تابَ إلى اللهِ واستغفرَ، ثم دعَا بعدَ ذلك، فحَرِيٌّ
أن يُستجاب له.
تاسعًا: «وتوسَّل إليه بأسمائِه وصِفاته وتَوحيده» كذلك مِن أسبابِ قَبول الدعاءِ أن يتوسَّل إلى اللهِ عز وجل بأسمائِه وصِفاته، كما قالَ تبارك وتعالى : { وَلِلَّهِ ٱلۡأَسۡمَآءُ ٱلۡحُسۡنَىٰ فَٱدۡعُوهُ بِهَاۖ} [الأعراف: 180] ، فيتوسَّل إليه بها،