×
تعْليقَاتٌ على الجَوابِ الكَافي الجزء الأول

 وقد ذكرَ المُصنِّف رحمه الله آدابًا إذا صادفَها العبدُ في دعائِه فحَرِيٌّ به أن يُجاب، وهي:

أولاً: قال «صَادَفَ خُشُوعًا فِي الْقَلْبِ»، أي: يكُون القلبُ حاضرًا وقتَ الدعاءِ ولا يكونُ غافلاً.

ثانيًا: «وانكسارًا» يعني: افتقَار «بينَ يَدي الرَّب»، أي: يعرفُ فقرَه وحَاجته إلى اللهِ تبارك وتعالى .

ثالثًا: «وذلًّا له وتضرعًا ورِقَّة»؛ لقَوله عز وجل : {ٱدۡعُواْ رَبَّكُمۡ تَضَرُّعٗا وَخُفۡيَةًۚ} [الأعراف: 55] .

رابعًا: «واستقبلَ الداعِي القِبلة» من أسبابِ القَبول أنه يَستقبل القِبلة، وهكذا العِبادات يُستحَبُّ أن تُستقبلَ بها القِبلةُ؛ لأنها قِبلة المُسلمين.

خامسًا: «وكانَ على طهارةٍ» يُستحَبّ أن يكونَ وقتُ الدعاءِ على طهارةٍ؛ لأنه عِبادة، وكَونه يُؤدِّيها على طهارةٍ أَفضل.

سادسًا: «ورَفع يَديه إلى اللهِ» كذلك رَفع اليدينِ إلى اللهِ من بابِ إظهارِ الفَقر والحَاجة إلى اللهِ، وهذا مِن أسبابِ القَبول.

سابعًا: «وبدأَ بحَمد اللهِ والثناءِ عَليه» كذلك مِن آدابِ الدعَاء أن يبدأَ بحَمد الله جل وعلا ، ويُصلي على النبيِّ صلى الله عليه وسلم ، ثم يَدعو.

ثامنًا: «ثُم قدَّم بينَ يَدي حَاجته التوبَة والاستغفَار»؛ لأنه إذا تابَ إلى اللهِ واستغفرَ، ثم دعَا بعدَ ذلك، فحَرِيٌّ أن يُستجاب له.

تاسعًا: «وتوسَّل إليه بأسمائِه وصِفاته وتَوحيده» كذلك مِن أسبابِ قَبول الدعاءِ أن يتوسَّل إلى اللهِ عز وجل بأسمائِه وصِفاته، كما قالَ تبارك وتعالى : { وَلِلَّهِ ٱلۡأَسۡمَآءُ ٱلۡحُسۡنَىٰ فَٱدۡعُوهُ بِهَاۖ} [الأعراف: 180] ، فيتوسَّل إليه بها،


الشرح