قَول الله جل وعلا في فِرْعَون وقَومه: {فَلَمَّآ
ءَاسَفُونَا} أي: أغضبُونا، {ٱنتَقَمۡنَا
مِنۡهُمۡ} [الزُّخْرُفِ: 55]
، فجعلَ السببَ في الانتقامِ هو غضبُ اللهِ عليهم، لما كفرُوا بالله عز وجل .
قَول اللهِ تبارك وتعالى في
حَدِّ السَّرِقة: {وَٱلسَّارِقُ
وَٱلسَّارِقَةُ فَٱقۡطَعُوٓاْ أَيۡدِيَهُمَا} [الْمَائِدَةِ: 38] ، الفَاء في قَوله: {فَٱقۡطَعُوٓاْ} فاءُ السببيةِ،
فدَلَّ على أن السَّرِقة سببٌ لقَطع يدِ السارقِ.
ما أعدَّه الله سبحانه وتعالى من المَغفرة والأجرِ العَظيم على هَذه الصِّفات، التِي ذكرَها في هذه الآيةِ العَظيمة: {إِنَّ ٱلۡمُسۡلِمِينَ وَٱلۡمُسۡلِمَٰتِ} إلى قَوله: {وَٱلذَّٰكِرِينَ ٱللَّهَ كَثِيرٗا وَٱلذَّٰكِرَٰتِ أَعَدَّ ٱللَّهُ لَهُم مَّغۡفِرَةٗ وَأَجۡرًا عَظِيمٗا} [الأَْحْزَابِ: 35] ، فدلَّ على أن الأشياءَ لها أسبابٌ، والثَّوَاب له أسبابٌ، فلا تَحصُل المُسبّبات بدونِ الأسبابِ.