×
تعْليقَاتٌ على الجَوابِ الكَافي الجزء الأول

ولما توعَّد الله عز وجل بَني إسرائيلَ وقالَ: {سَنَكۡتُبُ مَا قَالُواْ وَقَتۡلَهُمُ ٱلۡأَنۢبِيَآءَ بِغَيۡرِ حَقّٖ وَنَقُولُ ذُوقُواْ عَذَابَ ٱلۡحَرِيقِ} [آلِ عِمْرَانَ: 181] ، ذكرَ سببَ ذلك العَذاب، فقالَ: {ذَٰلِكَ بِمَا قَدَّمَتۡ أَيۡدِيكُمۡ} [آلِ عِمْرَانَ: 182] أي: ذلكَ العَذاب بسببِ ما قدَّمتم.

ولما أورثَ اللهُ تبارك وتعالى المُؤمنين الجنةَ، وقال: {وَنُودُوٓاْ أَن تِلۡكُمُ ٱلۡجَنَّةُ أُورِثۡتُمُوهَا}بيَّن سببَ ذلك، فقال: {بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ} [الأعراف: 43] أي: بسببِ أعمالِكم.

وقالَ جل وعلا في الظالمينَ: {وَكَذَٰلِكَ نُوَلِّي بَعۡضَ ٱلظَّٰلِمِينَ بَعۡضَۢا} ثمَّ بيَّن السَّبَب فقالَ: {بِمَا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ} [الأنعام: 129] ، أي: بسببِ كَسبهم، والكَسب هو العَمَل.

وقالَ عز وجل في بَني إسرائيلَ: {وَبَآءُو بِغَضَبٖ مِّنَ ٱللَّهِ وَضُرِبَتۡ عَلَيۡهِمُ ٱلۡمَسۡكَنَةُۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ كَانُواْ يَكۡفُرُونَ بِ‍َٔايَٰتِ ٱللَّهِ} [آلِ عِمْرَانَ: 112] ، أي: ذلك الذِي حصلَ لبَني إسرائيلَ من اللَّعن والغَضَب بسببِ أنهم كَانوا يَكفرون بآياتِ اللهِ، وأما لَو آمنُوا بآياتِ اللهِ لحصلَ لهم الإكرامُ، فالباءُ هنا سَبَبية.

كُل ذلك يَدُلّ على أن الأسبابَ لها قِيمة في الشَّرع، ولهذا يُقال: تركُ الأسبابِ قَدْحٌ في الشَّريعَة، والاعتمادُ على الأسبابِ شِرْك، فلا يُعتمَد على الأسبابِ، ولا تُترَك الأسبابُ، بل يَفعل العبدُ ويَعتمد على الله سبحانه وتعالى .


الشرح