×
تعْليقَاتٌ على الجَوابِ الكَافي الجزء الأول

 وَتَارَةً يَأْتِي بِالْمَفْعُولِ لأَِجْلِهِ ظَاهِرًا أَوْ مَحْذُوفًا، كَقَوْلِهِ: { فَرَجُلٞ وَٱمۡرَأَتَانِ مِمَّن تَرۡضَوۡنَ مِنَ ٱلشُّهَدَآءِ أَن تَضِلَّ إِحۡدَىٰهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحۡدَىٰهُمَا ٱلۡأُخۡرَىٰۚ} [الْبَقَرَةِ: 282] ، وَكَقَوْلِهِ تَعَالَى: {أَن تَقُولُواْ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ إِنَّا كُنَّا عَنۡ هَٰذَا غَٰفِلِينَ} [الأَْعْرَافِ: 172] ، وَقَوْلِهِ: {أَن تَقُولُوٓاْ إِنَّمَآ أُنزِلَ ٱلۡكِتَٰبُ عَلَىٰ طَآئِفَتَيۡنِ مِن قَبۡلِنَا} [الأَْنْعَامِ: 156] ، أَيْ: كَرَاهَةَ أَنْ تَقُولُوا.

****

الشرح

أمرَ الله جل وعلا بالشهادةِ على الأموالِ برَجُلَيْنِ، أو رجلٍ وامرأتينِ، فجعلَ شهادةَ المَرْأَتين مُقابلَ شهادةِ الرجلِ؛ لأن المرأةَ عُرضة للخَطأ أكثَر من الرجُل وضَعف الذاكرَة، فإذا شَهدت امرأتانِ تَذكر إحدَاهما الأُخرى لو نسيتْ.

وبيَّن الله عز وجل أنه أرسلَ الرُّسُل وأنزلَ الكُتب؛ لئلاَّ يقُول النَّاس يومَ القِيامة: {إِنَّا كُنَّا عَنۡ هَٰذَا غَٰفِلِينَ} [الأَْعْرَافِ: 172] ، أي ما دَرينا أن هُناك بعثًا، وأن هناك جنةً ونارًا، ولا دَرينَا أن هُناك جزاءً.

وبيَّن تبارك وتعالى أنه أنزلَ القُرآن على هَذه الأمَّة؛ لئلاَّ تَقول: {إِنَّمَآ أُنزِلَ ٱلۡكِتَٰبُ عَلَىٰ طَآئِفَتَيۡنِ مِن قَبۡلِنَا} [الأَْنْعَامِ: 156] ، أي: إنما أنزلَ الكِتاب على اليَهود والنصَارى، أما نحن فما جاءَنا من كِتاب. فقطعَ اللهُ هذه الحُجة بأنه أنزلَ القُرآن، وهو أعظمُ الكتبِ وأعظمُ الحُجة؛ أعظمُ من التَّوْرَاة التي بيدِ اليَهود، وأَعظم مِن الإنجيلِ الذِي بيدِ النَّصَارى.


الشرح