×
تعْليقَاتٌ على الجَوابِ الكَافي الجزء الأول

الذِي تَشرب فيه، فهِي كانتْ تَشرب المَاء في يومٍ وتَسقيهم اللبنَ، وتَترك لهم المَاء في يومٍ، كما في قَوله تبارك وتعالى : { قَالَ هَٰذِهِۦ نَاقَةٞ لَّهَا شِرۡبٞ وَلَكُمۡ شِرۡبُ يَوۡمٖ مَّعۡلُومٖ} [الشعراء: 155] ، لكِنهم - والعياذُ باللهِ - حملَهم الكُفر على أن يَعقروها: {فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمۡدَمَ عَلَيۡهِمۡ رَبُّهُم بِذَنۢبِهِمۡ فَسَوَّىٰهَا}، الشاهِد: أن الفاءَ في قَوله: {فَدَمۡدَمَ} [الشمس:14] فاءُ السببيةِ.

وقالَ عز وجل في سُورة الحَاقَّة: { فَعَصَوۡاْ رَسُولَ رَبِّهِمۡ فَأَخَذَهُمۡ أَخۡذَةٗ رَّابِيَةً } [الحاقة: 10] ، أي: بسببِ مَعصية الرسُول أخذَهم الله جل وعلا .

وقالَ تبارك وتعالى في قَوم مُوسى: {فَكَذَّبُوهُمَا}، أي كذَّبوا مُوسى وهَارون عَليهما السلاَم{فَكَانُواْ مِنَ ٱلۡمُهۡلَكِينَ} [المؤمنون: 48] ، فالفاءُ هُنا سَببيَّة.

وقالَ جل وعلا : { فَلَمَّآ ءَاسَفُونَا }، يَعني: أغضبُونا {ٱنتَقَمۡنَا مِنۡهُمۡ} [الزخرف: 55] ، فسببُ الانتقامِ أنهم أغضبُوا اللهَ بكُفرهم.

وقالَ سبحانه وتعالى : {إِنَّهُمۡ كَانُواْ}، يَعني: الأنبيَاء عليهم السلام : {يُسَٰرِعُونَ فِي ٱلۡخَيۡرَٰتِ وَيَدۡعُونَنَا رَغَبٗا وَرَهَبٗاۖ}، «إن» هَذه تَعليلية، فالسبَب: أنهم كَانوا يُسارعون في الخَيْرات، ويَدعون اللهَ { رَغَبٗا وَرَهَبٗاۖ} [الأنبياء: 90] يَعني: خوفًا ورجاءً، فأكرمَهم اللهُ لهذا السَّبَب.

وقالَ في ضِدِّ هَؤلاء: {إِنَّهُمۡ كَانُواْ قَوۡمَ سَوۡءٖ}، يَعني: قَوم نُوح عَليه السلاَم {فَأَغۡرَقۡنَٰهُمۡ أَجۡمَعِينَ} [الأنبياء: 77] ، أغرقَهم الله عز وجل بسَبب أنهم كَانوا قَوم سُوءٍ وكفرٍ ومَعاصِي.

وقالَ في صَاحبِ الحُوت: {فَلَوۡلَا} هذا حرفُ امتناعٍ لوجُود، {أَنَّهُۥ كَانَ مِنَ ٱلۡمُسَبِّحِينَ} [الصافات: 43] أي: مِن المُصلِّين في حَالة الرَّخَاء {لَلَبِثَ فِي بَطۡنِهِۦٓ إِلَىٰ يَوۡمِ يُبۡعَثُونَ} [الصافات: 44] ، أنقذَه اللهُ تبارك وتعالى مِن بَطن الحُوت بسَبب أنه كَان عابدًا للهِ في حَالة الرخاءِ، هذا هو السببُ.


الشرح