×
تعْليقَاتٌ على الجَوابِ الكَافي الجزء الأول

 ولا يقُول بهذا عاقلٌ، لا يَقوله إلا مَخبولٌ لا عقلَ له، بل إن البهائمَ مَفطورةٌ على طَلب الأسبابِ والسعيِّ إليها، والطُّيُور ما تَبقى في أَوْكَارها تَنْتَظر الطعَام، بل تَطلعُ بحثًا عن رِزْقِها: «تَغْدُو خِمَاصًا، وَتَرُوحُ بِطَانًا» ([1])، فهي طُيور، ومع ذلك تَعمل الأسبَاب، وتَعلم أنه لن يَحصُل لها شيءٌ إلا بالسبَب.

وهكذا كُل بهيمةٍ تَجدها تَبحث عن رِزقها؛ تَبحث عن المَاء، وتَبحث عن الطعَام، وهِي بَهيمة لا عقلَ لها، ولا تَقِف تَنتظر الرزقَ وتَقول: إن كانَ مُقدرًا لي شَيء فإنه سيَأتيني.


الشرح

([1])أخرجه: الترمذي رقم (2344)، وابن ماجه رقم (4164)، وأحمد رقم (205).