×
تعْليقَاتٌ على الجَوابِ الكَافي الجزء الأول

 قوله: «واللهُ تَعالى يُرضيه تَعذيب الظَّلَمَة والفَسَقَة»؛ لأن تعذيبَ الفسقةِ والعُصاةِ بأعمالِهم هذا عَدْل الجزاءِ، وهو سبحانه وتعالى يَرضى بالعدلِ، ويَرضى علَى الطائعينَ، ويَغضب عَلى العُصاة، والرسُول صلى الله عليه وسلم يَرضى بما رَضِي اللهُ به، ويَسخط لما يُسخط اللهَ مِن الأعمالِ والأفعالِ.

وهذا الذِي يَحتجُّ بقولِ اللهِ تبارك وتعالى : {ٱللَّهَ يَغۡفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعًاۚ} [الزُّمَرِ: 53] ما أكملَ الآيةَ: {۞قُلۡ يَٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ أَسۡرَفُواْ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ لَا تَقۡنَطُواْ مِن رَّحۡمَةِ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ يَغۡفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعًاۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ ٥٣ وَأَنِيبُوٓاْ إِلَىٰ رَبِّكُمۡ وَأَسۡلِمُواْ لَهُۥ مِن قَبۡلِ أَن يَأۡتِيَكُمُ ٱلۡعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ ٥٤} يَعني: تُوبوا {وَأَسۡلِمُواْ لَهُۥ مِن قَبۡلِ أَن يَأۡتِيَكُمُ ٱلۡعَذَابُ} [الزمر: 53، 54] ، فأخذَ بطرفٍ، وتركَ الطرفَ الثَّاني.

أخذَ بقَوله سبحانه وتعالى : { إِنَّ ٱللَّهَ يَغۡفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعًاۚ}، وتركَ قَوله جل وعلا : { إِنَّهُۥ مَن يُشۡرِكۡ بِٱللَّهِ فَقَدۡ حَرَّمَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِ ٱلۡجَنَّةَ وَمَأۡوَىٰهُ ٱلنَّارُۖ وَمَا لِلظَّٰلِمِينَ مِنۡ أَنصَارٖ} [المائدة: 72] ، وقَوله عز وجل : { إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَغۡفِرُ أَن يُشۡرَكَ بِهِۦ وَيَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَآءُۚ} [النِّسَاءِ: 48] ، فالشِّرك لا يُغفر إلاَّ بالتَّوْبة، أمَّا غَير الشِّرك، فقد يَغفر اللهُ تبارك وتعالى لمَن يَشاء.


الشرح