×
تعْليقَاتٌ على الجَوابِ الكَافي الجزء الأول

 ومِنها شيءٌ قد يَدخله المُؤمنون العُصاة، وقَوله: {فَأَنذَرۡتُكُمۡ نَارٗا تَلَظَّىٰ} [الليل: 14] هَذه طَبقة مِن النارِ مُخصصةٌ للكُفار، والعُصاة مِن المُؤمنين يَدخلون في قسمٍ آخرَ مِن النارِ دُونَ ذلكَ، فالنارُ دَركاتٌ والعِياذ باللهِ.

وقوله: {لَا يَصۡلَىٰهَآ إِلَّا ٱلۡأَشۡقَى ١٥ٱلَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ ١٦} [اللَّيْلِ: 15، 16] ، الأشقَى: هو الذِي كذَّب بوعدِ اللهِ وتَولَّى عن طاعتِه، والذِي يَعمل المَعاصي هَذا أيضًا تولَّى، فيَدخلها العُصاة؛ لأنَّ المَعصِية تَوَلٍّ عن طاعةِ الله جل وعلا .

وقوله: {أُعِدَّتۡ لِلۡمُتَّقِينَ} [آل عمران: 133] ، التقوَى معروفٌ أنها فِعل الطَّاعات وتَرك المَعاصي، فدَلَّ على أن الذِي ليسَ مِن المُتقين لا يكونُ مِن أهلِ الجَنة.

قوله: «وكاتِّكال بَعضهم على صَوم يَوم عَاشوراء»؛ لأنهم تَمسَّكوا بقَوله صلى الله عليه وسلم : «وَصَوْمُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ إِنِّي أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ»، وقَالوا: ما دامَ أنه يُكفِّر السنةَ فنَصُومه ويَكفي!.

سُبحان اللهِ! يُكفِّر السنةَ التِي قبلَه لمَن تابَ وعملَ الصالحاتِ، أمَّا الذِي يترُك الصَّلوات الخَمْس، فهذا يُكفِّره صَوم الدَّهْر كُله وليسَ صَوْم عَاشوراء فقط، والتَّكْفير إنما فِي صَغائر الذنوبِ، أما الكَبائر فلا تُكفَّر إلا بالتوبةِ، قالَ الله جل وعلا : { إِن تَجۡتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنۡهَوۡنَ عَنۡهُ نُكَفِّرۡ عَنكُمۡ سَيِّ‍َٔاتِكُمۡ وَنُدۡخِلۡكُم مُّدۡخَلٗا كَرِيمٗا } [النساء: 31] .

وقالَ صلى الله عليه وسلم : «الصَّلَوَاتُ الخَمْسُ، وَالجُمُعَةُ إِلَى الجُمُعَةِ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتُ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الكَبَائِرَ»، هذا هو الشَّرطُ، فتركُ الصلواتِ الخَمس وفِعل الفَواحش، هذا مِن الكَبائر، فلا يُغفَر بصومِ عَرَفةَ، ولا بصَوم يومِ عاشوراءَ، الكَبائر لا تُغفَر إلا بالتوبةِ.


الشرح