×
تعْليقَاتٌ على الجَوابِ الكَافي الجزء الأول

قوله: «وأنه لا تَنفعُه العُقوبة، ولا يَضُرّه العَفو»، اللهُ تبارك وتعالى لا تَنفعُه العُقوبة ولا تَنفعُه الطاعَة، وإنما العُقوبَة عَدْلٌ مِنه سبحانه وتعالى ، فيُجازِي المُحسِن بإحسانِه ويُجازِي المُسِيء بإساءتِه، وهذا عَدْلٌ منه وفَضلٌ.

قوله: «فإنه سُبحانه مَوصوفٌ بالحِكمَة»، ولهذا قالَ الله جل وعلا : { أَفَنَجۡعَلُ ٱلۡمُسۡلِمِينَ كَٱلۡمُجۡرِمِينَ ٣٥ مَا لَكُمۡ كَيۡفَ تَحۡكُمُونَ ٣٦} [القلم: 35، 36] ، وقالَ عز وجل : { أَمۡ حَسِبَ ٱلَّذِينَ ٱجۡتَرَحُواْ ٱلسَّيِّ‍َٔاتِ أَن نَّجۡعَلَهُمۡ كَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ سَوَآءٗ مَّحۡيَاهُمۡ وَمَمَاتُهُمۡۚ سَآءَ مَا يَحۡكُمُونَ ٢١ وَخَلَقَ ٱللَّهُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ بِٱلۡحَقِّ وَلِتُجۡزَىٰ كُلُّ نَفۡسِۢ بِمَا كَسَبَتۡ وَهُمۡ لَا يُظۡلَمُونَ ٢٢} [الجاثية: 21-22] .

وقالَ تبارك وتعالى : { أَمۡ نَجۡعَلُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ كَٱلۡمُفۡسِدِينَ فِي ٱلۡأَرۡضِ أَمۡ نَجۡعَلُ ٱلۡمُتَّقِينَ كَٱلۡفُجَّارِ } [ص: 28] ، هذا لا يَليقُ بحكمةِ اللهِ سبحانه وتعالى ، فالحَكيم: الذِي يَضع الأمورَ في مَواضعها، فيَضع العذابَ فيمَن يَستحقّه، ويَضع الرحمةَ فيمَن يَستحقّها.


الشرح