وبَعضهم يَعني يعتمدُ على رَأيه، ويَرى الإكثارَ
من الخَطايا لا بأسَ به مادامَ هو قادمٌ بعدَ المَمات على الكريمِ تبارك وتعالى ،
وهَذا غلطٌ، نَعَمْ الله عز وجل كريمٌ، لكِن مع التوبةِ، أما إذا أقدمتَ على
الكريمِ وأنتَ مُصِرّ على المَعاصي وباقٍ عليها، فليسَ لك طَمَعٌ في الكَرَم؛ لأنك
لم تَعمل الأسبابَ.
ومِنهم مَن يَقول: «التنزُّه مِن الذنوبِ جَهْلٌ بسعةِ عَفو
اللهِ» ، وهذا كلامٌ باطلٌ، بل التوسُّع في الذنوبِ سببٌ لغضبِ اللهِ، لمَاذا
لم يأتِ بالنصوصِ الأخرَى التِي تَدُلّ على غضبِ اللهِ على مَن عَصاه وخالفَ أمرَه؟!
إنما يَأخُذ فقط بالنصوصِ التِي تَدُلّ على عَفو اللهِ، ويَتْرُك النصوصَ التِي
تَدُلّ على غضبِ اللهِ على العَاصي.
ويقولُ غَيره: «تركُ الذنوبِ جَراءةٌ على مَغفرة اللهِ»،
وهذا مِن الفقهِ الخَاطئ والعِياذ باللهِ، بل إن مغفرةَ اللهِ لا تَحصُل إلا بتركِ
الذنوبِ، وليسَ مع الإصرارِ على الذنوبِ.
وهَذا الذِي يَقول: «اللَّهم إني أعوذُ بكَ مِن العِصْمَة»، يَعني: لا تَعصمني مِن الذنوبِ، اترُكني أذنبُ لأجلِ أن تغفرَ لِي، وهَل تَحصُل المَغفرة بدونِ توبةٍ واستغفارٍ؟!