وَالأَْحَادِيثُ فِي هَذَا الْبَابِ أَضْعَافُ
أَضْعَافِ مَا ذَكَرْنَا، فَلاَ يَنْبَغِي لِمَنْ نَصَحَ نَفْسَهُ أَنْ يَتَعَامَى
عَنْهَا، وَيُرْسِلَ نَفْسَهُ فِي الْمَعَاصِي، وَيَتَعَلَّقَ بِحُسْنِ الرَّجَاءِ
وَحُسْنِ الظَّنِّ.
قَالَ أَبُو الْوَفَاءِ بْنُ
عَقِيلٍ: احْذَرْهُ وَلاَ تَغْتَرَّ بِهِ، فَإِنَّهُ قَطَعَ الْيَدَ فِي ثَلاَثَةِ
دَرَاهِمَ ([1]) وَجَلَدَ
الْحَدَّ فِي مِثْلِ رَأْسِ الإِْبْرَةِ مِنَ الْخَمْرِ ([2])، وَقَدْ
دَخَلَتِ الْمَرْأَةُ النَّارَ فِي هِرَّةٍ ([3])،
وَاشْتَعَلَتِ الشَّمْلَةُ نَارًا عَلَى مَنْ غَلَّهَا وَقَدْ قُتِلَ شَهِيدًا ([4]).
****
الشرح
في هذا ردٌّ على المُرجئة الذينَ
يَتعلَّقون بحُسن الرجاءِ ولا يُبالون بالمَعاصي، والرجاءُ - الذي ليسَ معه عَمل -
رجاءٌ مَذموم، وإنما الرجاءُ المَحمود هو الرجاءُ الذِي يكُون معه عملٌ وتركٌ
للمَحارِم، كما أن الخوفَ المَحمود: الذِي لا يكُون معه قُنوط من رحمةِ اللهِ عز
وجل .
قوله: «احْذَرْهُ وَلاَ تَغْتَرَّ بِهِ» أي:
احذرِ اللهَ جل وعلا ، ولا تَغتر بعَفوه ورَحمته، وتَنسى غضبَه وتَنسى عِقابه.
قوله: «فَإِنَّهُ قَطَعَ الْيَدَ فِي ثَلاَثَةِ دَرَاهِمَ» قَطع اليَد وهي عُضو من الإنسانِ وفيها نِصف الدِّيَة، تُقطَع في ثَلاثة دراهمَ، وهي: ثلاثةُ أرباعِ ريالٍ من دَراهمنا اليَوم، فإذا كَانت يَد الإنسانِ تُقطَع في عُقوبة على ذنبٍ في نَظر الناسِ أنه يَسير في الدنيَا، فكَيف بالعُقوبة في الآخرةِ؟!
([1])أخرجه: البخاري رقم (6789)، ومسلم رقم (1684).