×
تعْليقَاتٌ على الجَوابِ الكَافي الجزء الأول

 وَالأَْحَادِيثُ فِي هَذَا الْبَابِ أَضْعَافُ أَضْعَافِ مَا ذَكَرْنَا، فَلاَ يَنْبَغِي لِمَنْ نَصَحَ نَفْسَهُ أَنْ يَتَعَامَى عَنْهَا، وَيُرْسِلَ نَفْسَهُ فِي الْمَعَاصِي، وَيَتَعَلَّقَ بِحُسْنِ الرَّجَاءِ وَحُسْنِ الظَّنِّ.

قَالَ أَبُو الْوَفَاءِ بْنُ عَقِيلٍ: احْذَرْهُ وَلاَ تَغْتَرَّ بِهِ، فَإِنَّهُ قَطَعَ الْيَدَ فِي ثَلاَثَةِ دَرَاهِمَ ([1]) وَجَلَدَ الْحَدَّ فِي مِثْلِ رَأْسِ الإِْبْرَةِ مِنَ الْخَمْرِ ([2])، وَقَدْ دَخَلَتِ الْمَرْأَةُ النَّارَ فِي هِرَّةٍ ([3])، وَاشْتَعَلَتِ الشَّمْلَةُ نَارًا عَلَى مَنْ غَلَّهَا وَقَدْ قُتِلَ شَهِيدًا ([4]).

****

الشرح

في هذا ردٌّ على المُرجئة الذينَ يَتعلَّقون بحُسن الرجاءِ ولا يُبالون بالمَعاصي، والرجاءُ - الذي ليسَ معه عَمل - رجاءٌ مَذموم، وإنما الرجاءُ المَحمود هو الرجاءُ الذِي يكُون معه عملٌ وتركٌ للمَحارِم، كما أن الخوفَ المَحمود: الذِي لا يكُون معه قُنوط من رحمةِ اللهِ عز وجل .

قوله: «احْذَرْهُ وَلاَ تَغْتَرَّ بِهِ» أي: احذرِ اللهَ جل وعلا ، ولا تَغتر بعَفوه ورَحمته، وتَنسى غضبَه وتَنسى عِقابه.

قوله: «فَإِنَّهُ قَطَعَ الْيَدَ فِي ثَلاَثَةِ دَرَاهِمَ» قَطع اليَد وهي عُضو من الإنسانِ وفيها نِصف الدِّيَة، تُقطَع في ثَلاثة دراهمَ، وهي: ثلاثةُ أرباعِ ريالٍ من دَراهمنا اليَوم، فإذا كَانت يَد الإنسانِ تُقطَع في عُقوبة على ذنبٍ في نَظر الناسِ أنه يَسير في الدنيَا، فكَيف بالعُقوبة في الآخرةِ؟!


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (6789)، ومسلم رقم (1684).

([2])أخرجه: أبو داود رقم (3681)، والترمذي رقم (1865)، وابن ماجه رقم (3393).

([3])أخرجه: البخاري رقم (2365)، ومسلم رقم (2242).

([4])أخرجه: البخاري رقم (4234)، ومسلم رقم (115).