×
تعْليقَاتٌ على الجَوابِ الكَافي الجزء الأول

فهذه الأمورُ يبطلُ بها العملُ، أو تذهبُ بثَوابه، فعلى الإنسانِ وهو يَحرص على أن يعملَ ويتقرَّب إلى اللهِ أن يتجنَّب مُبطِلات الأعمالِ.

كذلك يَنبغي للإنسانِ أن يَعرِض قَوله على عملِه، ويكُون حريصاً على أن يُصِدّق عملُه قولَه، فلا يأمُر الناسَ بالخيرِ والبرِّ وهو لا يعملُ بما يأمُرهم به، فهذا أيضاً مذمومٌ، قالَ تعالَى: {أَتَأۡمُرُونَ ٱلنَّاسَ بِٱلۡبِرِّ وَتَنسَوۡنَ أَنفُسَكُمۡ} [البقرة: 44] .

وقد كانَ الصحابةُ رضي الله عنهم يخافونَ على أنفسِهم من النِّفَاق، وقد قالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم : «آيَةُ المُنَافِقِ ثَلاَثٌ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا اُؤْتُمِنَ خَانَ» ([1]). فكانَ أحدُهم يخافُ على نَفسه من النِّفاق، أو أن يكونَ فيه خصلةٌ من خِصال المُنافقين، وكَانوا جل وعلا يتَّهمون أنفسَهم، ولا يدَّعون كمالَ الإيمانِ، كإيمانِ الملائكةِ، وإنما يَخافون على إيمانِهم من النَّقْصِ، وإذا خافَ الإنسانُ شيئاً حَذرَ مِنه وتركَه، أما إذا لم يَخَفْ وقعَ فيه، ولا يخافُ النِّفَاق إلا مُؤمِن، ولا يَأمنُه إلا مُنافق.


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (33)، ومسلم رقم (59).