وَلاَ تَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الدُّنْيَا،
فَإِنَّ الْيَوْمَ عَمَلٌ وَلاَ حِسَابٌ، وَغَدًا حِسَابٌ وَلاَ عَمَلٌ» ([1]).
وَهَذَا
أَبُو الدَّرْدَاءِ كَانَ يَقُولُ: «إِنَّ أَشَدَّ مَا أَخَافُ عَلَى نَفْسِي
يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنْ يُقَالَ لِي: يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ، قَدْ عَلِمْتَ،
فَكَيْفَ عَمِلْتَ فِيمَا عَلِمْتَ؟» ([2]).
وَكَانَ
يَقُولُ: «لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَنْتُمْ لاَقُونَ بَعْدَ الْمَوْتِ لَمَا
أَكَلْتُمْ طَعَامًا عَلَى شَهْوَةٍ، وَلاَ شَرِبْتُمْ شَرَابًا عَلَى شَهْوَةٍ،
وَلاَ دَخَلْتُمْ بَيْتًا تَسْتَظِلُّونَ فِيهِ، وَلَخَرَجْتُمْ إِلَى
الصُّعُدَاتِ تَضْرِبُونَ صُدُورَكُمْ، وَتَبْكُونَ عَلَى أَنْفُسِكُمْ،
وَلَوَدِدْتُ أَنِّي شَجَرَةٌ تُعْضَدُ ثُمَّ تُؤْكَلُ» ([3]).
وَكَانَ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ أَسْفَلُ عَيْنَيْهِ مِثْلُ الشِّرَاكِ الْبَالِي
مِنَ الدُّمُوعِ ([4]).
وَكَانَ
أَبُو ذَرٍّ يَقُولُ: «يَا لَيْتَنِي كُنْتُ شَجَرَةً تُعْضَدُ، وَوَدِدْتُ أَنِّي
لَمْ أُخْلَقْ» ([5]).
وَعُرِضَتْ عَلَيْهِ النَّفَقَةُ، فَقَالَ: «مَا عِنْدَنَا عَنْزٌ نَحْلِبُهَا، وَحُمُرٌ نَنْقُلُ عَلَيْهَا، وَمُحَرَّرٌ يَخْدِمُنَا، وَفَضْلُ عَبَاءَةٍ، وَإِنِّي أَخَافُ الْحِسَابَ فِيهَا» ([6]).
([1])أخرجه: أحمد في الزهد رقم(692)، وأبو داود في الزهد رقم (113)، وابن المبارك في الزهد رقم (255).