فتركُ إنكارِ المُنكر يَأتي
بعذابِ اللهِ ويُصيب صَاحبه بالفَاقة والفَقر، وكذلك اقترافُ الذنوبِ يَمنع
الرِّزق.
وقوله: «وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ»،
يعني: كَثرة لا فائدةَ فِيها، «تُنْزَعُ
الْمَهَابَةُ مِنْ قُلُوبِ عَدُوِّكُمْ» يومَ أن كانَ المُسلمون يُجاهدون في
سَبيل اللهِ، ويُنكرون المُنكر كَانت الهيبَة في قُلوب الكُفار من المُسلمين، وفي
آخرِ الزمَان يَنعكس الأمرُ، تَصير الذِّلَّة في قُلوب المُسلمين، وتُنزع الهيبةُ
من قُلوب الكُفار، فلا يَهابون المسلمينَ بسببِ تَخلِّيهم عن دِينهم.
وقوله: «لَهُمْ أَظْفَارٌ مِنْ نُحَاسٍ يَخْمِشُونَ
وُجُوهَهُمْ وَصُدُورَهُمْ»، هذه عقوبةُ النَّميمة، وهذا من عَذاب القَبر؛ لأن
النبيَّ صلى الله عليه وسلم رَأى هذا المَشهد من عَذاب القَبر، وهو أن النَّمَّام
يُجعل له أظفارٌ من حَديد يَخمش بها نفسَه.
وجَاء في الحَديث أن النبيَّ صلى الله عليه سولم مَرَّ بقبرينِ، فقال: «إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ، وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ، أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ لاَ يَسْتَتِرُ مِنَ الْبَوْلِ، وَأَمَّا الآخَرُ فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ» ([1]) فالنَّميمة سببٌ لعَذاب القبرِ.
([1])أخرجه: البخاري رقم (218)، ومسلم(292).