وَفِي جَامِعِ التِّرْمِذِيِّ مِنْ حَدِيثِ
أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : «يَخْرُجُ
فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ يَخْتِلُونَ الدُّنْيَا بِالدِّينِ، وَيَلْبَسُونَ
لِلنَّاسِ مُسُوكَ الضَّأْنِ مِنَ اللِّينِ، أَلْسِنَتُهُمْ أَحْلَى مِنَ
السُّكَّرِ، وَقُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الذِّئَابِ، يَقُولُ اللَّهُ عز وجل : أَبِي
يَغْتَرُّونَ؟ وَعَلَيَّ يَجْتَرِئُونَ؟ فَبِي حَلَفْتُ، لَأَبْعَثَنَّ أُولَئِكَ
فِتْنَةً تَدَعُ الْحَلِيمَ فِيهَا حَيْرَانَ» ([1]).
وَذَكَرَ ابْنُ أَبِي
الدُّنْيَا مِنْ حَدِيثِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ
قَالَ: قَالَ عَلَيٌّ: «يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لاَ يَبْقَى مِنَ
الإِْسْلاَمِ إِلاَّ اسْمُهُ، وَلاَ مِنَ الْقُرْآنِ إِلاَّ رَسْمُهُ،
مَسَاجِدُهُمْ يَوْمَئِذٍ عَامِرَةٌ، وَهِيَ خَرَابٌ مِنَ الْهُدَى، عُلَمَاؤُهُمْ
شَرُّ مَنْ تَحْتَ أَدِيمِ السَّمَاءِ، مِنْهُمْ خَرَجَتِ الْفِتْنَةُ وَفِيهِمْ
تَعُودُ» ([2]).
وَذَكَرَ مِنْ حَدِيثِ
سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ
عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «إِذَا ظَهَرَ الزِّنَا وَالرِّبَا فِي قَرْيَةٍ أَذِنَ
اللَّهُ عز وجل بِهَلاَكِهَا» ([3]).
****
الشرح
يخرجُ في آخرِ الزَّمَان قَوم يَستعملون أمورَ الدِّين لأجلِ الحُصول على الدنيَا، وهَذا انتكاسٌ والعِياذُ باللهِ، قالَ اللهُ جل وعلا : {مَن كَانَ يُرِيدُ ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيۡهِمۡ أَعۡمَٰلَهُمۡ فِيهَا وَهُمۡ فِيهَا لَا يُبۡخَسُونَ ١٥أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ لَيۡسَ لَهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ إِلَّا ٱلنَّارُۖ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَٰطِلٞ مَّا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ ١٦} [هود: 15، 16] ، هذا مَن يعملُ العِبادات وهو لا يُريد الأجرَ والثَّواب، وإنما يَعملها لأجلِ أن ينالَ الدنيَا.
([1])أخرجه: الترمذي رقم (2404)، وابن المبارك في الزهد رقم(50).