×
تعْليقَاتٌ على الجَوابِ الكَافي الجزء الأول

والصوَاب: العَكس، فيجعلُ الدنيَا مَطِيَّة للدِّين، ويَستعين بالدنيَا على الدِّين، لا أن يستعينَ بالدِّين على الدُّنيا!

قوله: «لاَ يَبْقَى مِنَ الإِْسْلاَمِ إِلاَّ اسْمُهُ»، هذه المُداهنة في أمرِ اللهِ سبحانه وتعالى ، والتصنُّع للناسِ.

وقوله: «عُلَمَاؤُهُمْ شَرُّ مَنْ تَحْتَ أَدِيمِ السَّمَاءِ»، وذلكَ إذا سكتَ العُلماء عن القِيام بما أَوْجَبَ اللهُ عَليهم، ولكِن ليسَ مَعنى هَذا أن كُل العُلماء يُفسِدون؛ لقَول النبيِّ صلى الله عليه وسلم : «لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي قَائِمَةٌ بِأَمْرِ اللهِ، لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ أَوْ خَالَفَهُمْ، حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ عَلَى النَّاسِ» ([1])، فليسَ مَعنى هذا أننا نَذُمّ العُلماء جُملة، ونَقول: كُلهم ليسَ فيهم خَيرٌ.

ففيهم مَن لا تعلمُه ولا تَدري عَنه، وهو قائمٌ بأمرِ اللهِ عز وجل ، ولولا وجودُ بعضِ العُلماء النَّاصحين الذينَ لا تعرفُهم لخَربت الدنيَا، فإذا فُقِد الصالحونَ نهائيًّا خَربت الدنيَا في آخرِ الزمانِ، وإذا لم يبقَ في الأرضِ مَن يقولُ: اللهُ اللهُ، قَامت القِيامة، فما دامَ مَوجود من الصالحينَ، ومن العُلماء الناصحينَ، فهذا ضمانٌ لبقاءِ الأمَّة الإسلاميَّة، وضَمان لبقاءِ الدنيَا.

وقوله: «إِذَا ظَهَرَ الزِّنَا وَالرِّبَا»، إذا ظهرَ ولم يُنكر، أما إذا كانَ خَفِيًّا فإنه لا يضُرّ إلا صَاحبه، وهو لا يَظهر إلا بسببِ السكوتِ وعدمِ الإنكَار.


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (3641)، ومسلم رقم (1037).