والصوَاب: العَكس، فيجعلُ
الدنيَا مَطِيَّة للدِّين، ويَستعين بالدنيَا على الدِّين، لا أن يستعينَ بالدِّين
على الدُّنيا!
قوله: «لاَ يَبْقَى مِنَ الإِْسْلاَمِ إِلاَّ
اسْمُهُ»، هذه المُداهنة في أمرِ اللهِ سبحانه وتعالى ، والتصنُّع للناسِ.
وقوله: «عُلَمَاؤُهُمْ شَرُّ مَنْ تَحْتَ أَدِيمِ
السَّمَاءِ»، وذلكَ إذا سكتَ العُلماء عن القِيام بما أَوْجَبَ اللهُ عَليهم،
ولكِن ليسَ مَعنى هَذا أن كُل العُلماء يُفسِدون؛ لقَول النبيِّ صلى الله عليه
وسلم : «لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي
قَائِمَةٌ بِأَمْرِ اللهِ، لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ أَوْ خَالَفَهُمْ،
حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ عَلَى النَّاسِ» ([1])، فليسَ
مَعنى هذا أننا نَذُمّ العُلماء جُملة، ونَقول: كُلهم ليسَ فيهم خَيرٌ.
ففيهم مَن لا تعلمُه ولا
تَدري عَنه، وهو قائمٌ بأمرِ اللهِ عز وجل ، ولولا وجودُ بعضِ العُلماء النَّاصحين
الذينَ لا تعرفُهم لخَربت الدنيَا، فإذا فُقِد الصالحونَ نهائيًّا خَربت الدنيَا
في آخرِ الزمانِ، وإذا لم يبقَ في الأرضِ مَن يقولُ: اللهُ اللهُ، قَامت القِيامة،
فما دامَ مَوجود من الصالحينَ، ومن العُلماء الناصحينَ، فهذا ضمانٌ لبقاءِ الأمَّة
الإسلاميَّة، وضَمان لبقاءِ الدنيَا.
وقوله: «إِذَا ظَهَرَ الزِّنَا وَالرِّبَا»، إذا ظهرَ ولم يُنكر، أما إذا كانَ خَفِيًّا فإنه لا يضُرّ إلا صَاحبه، وهو لا يَظهر إلا بسببِ السكوتِ وعدمِ الإنكَار.
([1])أخرجه: البخاري رقم (3641)، ومسلم رقم (1037).