×
تعْليقَاتٌ على الجَوابِ الكَافي الجزء الأول

 وَفِي مَرَاسِيلِ الْحَسَنِ: «إِذَا أَظْهَرَ النَّاسُ الْعِلْمَ، وَضَيَّعُوا الْعَمَلَ، وَتَحَابُّوا بِالأَْلْسُنِ، وَتَبَاغَضُوا بِالْقُلُوبِ، وَتَقَاطَعُوا بِالأَْرْحَامِ، لَعَنَهُمُ اللَّهُ عز وجل عِنْدَ ذَلِكَ، فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ» ([1]).

وَفِي سُنَنِ ابْنِ مَاجَهْ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: كُنْتُ عَاشِرَ عَشْرَةِ رَهْطٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، فَأَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِوَجْهِهِ، فَقَالَ: «يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ خَمْسُ خِصَالٍ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ: مَا ظَهَرَتِ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ حَتَّى أَعْلَنُوا بِهَا إِلاَّ ابْتُلُوا بِالطَّوَاعِينِ وَالأَْوْجَاعِ الَّتِي لَمْ تَكُنْ فِي أَسْلاَفِهِمُ الَّذِينَ مَضَوْا، وَلاَ نَقَصَ قَوْمٌ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِلاَّ ابْتُلُوا بِالسِّنِينَ وَشِدَّةِ الْمَئُونَةِ وَجَوْرِ السُّلْطَانِ، وَمَا مَنَعَ قَوْمٌ زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ إِلاَّ مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ فَلَوْلاَ الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا، وَلاَ خَفَرَ قَوْمٌ الْعَهْدَ إِلاَّ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوّهم مِنْ غَيْرِهِمْ، فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ، وَمَا لَمْ تَعْمَلْ أَئِمَّتُهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ إِلاَّ جَعَلَ اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ» ([2]).

****

الشرح

قوله: «لَعَنَهُمُ اللَّهُ عز وجل عِنْدَ ذَلِكَ، فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ»، كما في قوله: {فَهَلۡ عَسَيۡتُمۡ إِن تَوَلَّيۡتُمۡ أَن تُفۡسِدُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَتُقَطِّعُوٓاْ أَرۡحَامَكُمۡ ٢٢أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ لَعَنَهُمُ ٱللَّهُ فَأَصَمَّهُمۡ وَأَعۡمَىٰٓ أَبۡصَٰرَهُمۡ ٢٣} [محمد: 22، 23] .

وقوله: «مَا ظَهَرَتِ الْفَاحِشَةُ» من الزنا واللوط، «فِي قَوْمٍ حَتَّى أَعْلَنُوا بِهَا إِلاَّ ابْتُلُوا» يعني: إن كانتْ خَفِيّة فإنها لا تَضُرّ إلا صاحبَها، أما إن أُعلِنت وصارتْ ظاهرةً ولم تُنكَر فإن العُقوبة تَعُمّ المُجتمع، «بِالطَّوَاعِينِ وَالأَْوْجَاعِ» وأمرَاض لم تكُن في الذينَ من قَبلهم.


الشرح

([1])أخرجه: ابن أبي الدنيا في العقوبات رقم (10).

([2])أخرجه: ابن ماجه رقم (4019).