×
تعْليقَاتٌ على الجَوابِ الكَافي الجزء الأول

فلا بُدَّ من إنكارِ المُنكر، فإذا تركَ الناسُ إنكارَ المُنكَر سلَّط اللهُ عليهم أنفسَهم، وخالفَ بين قُلوبهم، وحقَّت عليهم اللعنةُ، كما حصلتْ لبَنِي إسرائيلَ، فإن أحدَهم كان يَلْقَى أَخَاه على المَعصية فيَنهاه في أوَّل يومٍ، ثم يَراه في اليَوْم الثانِي فلا يُنْكِر عليه، ويكونُ جَليسه وأَكِيله وشَرِيبه، فعندَ ذلكَ لَعَنَهم اللهُ {عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُۥدَ وَعِيسَى ٱبۡنِ مَرۡيَمَۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعۡتَدُونَ} [المائدة: 78] ، كذلكَ هذه الأُمة إذا فعلتْ مِثل فِعْل بَني إسرائيلَ لعنَهم اللهُ كما لعنَ بَنِي إسرائيلَ.

وقد أهلكَ اللهُ عز وجل أربعينَ ألفاً من بَني إسرائيلَ، وهم صَالحون، وأهلكَ سِتِّين ألفاً؛ لأنهم أهلُ منكرٍ، فتعجَّب الناسُ كيف يُهْلِك الصالحينَ وهم من خِيارهم؟! فبيَّن السببَ أنهم لما لم يُنكِروا عليهم صَارت العُقوبة تعمُّهم، ولا يَنجو إلا مَن أنكرَ المُنكر، كما قالَ تبارك وتعالى : {فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِۦٓ أَنجَيۡنَا ٱلَّذِينَ يَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلسُّوٓءِ وَأَخَذۡنَا ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابِۢ بَ‍ِٔيسِۢ بِمَا كَانُواْ يَفۡسُقُونَ} [الأعراف: 165] .


الشرح