وَذَكَرَ أَبُو عُمَرَ بْنُ عَبْدِ الْبَرِّ،
عَنْ أَبِي هزان، قَالَ: «بَعَثَ اللَّهُ عز وجل مَلَكَيْنِ إِلَى قَرْيَةٍ، أَنْ
دَمِّرَاهَا بِمَنْ فِيهَا، فَوَجَدَا رَجُلاً قَائِمًا يُصَلِّي فِي مَسْجِدٍ،
فَقَالاَ: يَا رَبِّ، إِنَّ فِيهَا عَبْدَكَ فُلاَنًا يُصَلِّي، فَقَالَ اللَّهُ
عز وجل : دَمِّرَاهَا وَدَمِّرَاهُ مَعَهُمْ، فَإِنَّهُ مَا تَمَعَّرَ وَجْهُهُ
فِيَّ قَطُّ»([1]).
وَذَكَرَ الْحُمَيْدِيُّ
عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ عَنْ
مِسْعَرٍ: «أَنَّ مَلَكًا أُمِرَ أَنْ يَخْسِفَ بِقَرْيَةٍ، فَقَالَ: يَا رَبِّ، إِنَّ
فِيهَا فُلاَنًا الْعَابِدَ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ: أَنْ بِهِ فَابْدَأْ،
فَإِنَّهُ لَمْ يَتَمَعَّرْ وَجْهُهُ فِيَّ سَاعَةً قَطُّ» ([2]).
وَذَكَرَ ابْنُ أَبِي
الدُّنْيَا عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ قَالَ: «لَمَّا أَصَابَ دَاوُدُ
الْخَطِيئَةَ قَالَ: يَا رَبِّ اغْفِرْ لِي: قَالَ قَدْ غَفَرْتُ لَكَ،
وَأَلْزَمْتُ عَارَهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ، قَالَ: يَا رَبِّ، كَيْفَ وَأَنْتَ
الْحَكَمُ الْعَدْلُ لاَ يَظْلِمُ أَحَدًا، أَنَا أَعْمَلُ الْخَطِيئَةَ
وَتُلْزِمُ عَارَهَا غَيْرِي؟ فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ: إِنَّكَ لَمَّا
عَمِلْتَ الْخَطِيئَةَ لَمْ يُعَجِّلُوا عَلَيْكَ بِالإِْنْكَارِ» ([3]).
وَذَكَرَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ، هُوَ وَرَجُلٌ آخَرُ، فَقَالَ لَهَا الرَّجُلُ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ حَدِّثِينَا عَنِ الزَّلْزَلَةِ، فَقَالَتْ: «إِذَا اسْتَبَاحُوا الزِّنَا، وَشَرِبُوا الْخَمْرَ، وَضَرَبُوا بِالْمَعَازِفِ، غَارَ اللَّهُ عز وجل فِي سَمَائِهِ، فَقَالَ لِلأَْرْضِ: تَزَلْزَلِي بِهِمْ، فَإِنْ تَابُوا وَنَزَعُوا، وَإِلاَّ هَدَمَهَا عَلَيْهِمْ، قَالَ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، أَعَذَابًا لَهُمْ؟ قَالَتْ: بَلَى مَوْعِظَةً وَرَحْمَةً لِلْمُؤْمِنِينَ، وَنَكَالاً وَعَذَابًا وَسُخْطًا عَلَى الْكَافِرِينَ».