×
تعْليقَاتٌ على الجَوابِ الكَافي الجزء الأول

 وَذَكَرَ أَبُو عُمَرَ بْنُ عَبْدِ الْبَرِّ، عَنْ أَبِي هزان، قَالَ: «بَعَثَ اللَّهُ عز وجل مَلَكَيْنِ إِلَى قَرْيَةٍ، أَنْ دَمِّرَاهَا بِمَنْ فِيهَا، فَوَجَدَا رَجُلاً قَائِمًا يُصَلِّي فِي مَسْجِدٍ، فَقَالاَ: يَا رَبِّ، إِنَّ فِيهَا عَبْدَكَ فُلاَنًا يُصَلِّي، فَقَالَ اللَّهُ عز وجل : دَمِّرَاهَا وَدَمِّرَاهُ مَعَهُمْ، فَإِنَّهُ مَا تَمَعَّرَ وَجْهُهُ فِيَّ قَطُّ»([1]).

وَذَكَرَ الْحُمَيْدِيُّ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ عَنْ مِسْعَرٍ: «أَنَّ مَلَكًا أُمِرَ أَنْ يَخْسِفَ بِقَرْيَةٍ، فَقَالَ: يَا رَبِّ، إِنَّ فِيهَا فُلاَنًا الْعَابِدَ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ: أَنْ بِهِ فَابْدَأْ، فَإِنَّهُ لَمْ يَتَمَعَّرْ وَجْهُهُ فِيَّ سَاعَةً قَطُّ» ([2]).

وَذَكَرَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ قَالَ: «لَمَّا أَصَابَ دَاوُدُ الْخَطِيئَةَ قَالَ: يَا رَبِّ اغْفِرْ لِي: قَالَ قَدْ غَفَرْتُ لَكَ، وَأَلْزَمْتُ عَارَهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ، قَالَ: يَا رَبِّ، كَيْفَ وَأَنْتَ الْحَكَمُ الْعَدْلُ لاَ يَظْلِمُ أَحَدًا، أَنَا أَعْمَلُ الْخَطِيئَةَ وَتُلْزِمُ عَارَهَا غَيْرِي؟ فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ: إِنَّكَ لَمَّا عَمِلْتَ الْخَطِيئَةَ لَمْ يُعَجِّلُوا عَلَيْكَ بِالإِْنْكَارِ» ([3]).

وَذَكَرَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ، هُوَ وَرَجُلٌ آخَرُ، فَقَالَ لَهَا الرَّجُلُ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ حَدِّثِينَا عَنِ الزَّلْزَلَةِ، فَقَالَتْ: «إِذَا اسْتَبَاحُوا الزِّنَا، وَشَرِبُوا الْخَمْرَ، وَضَرَبُوا بِالْمَعَازِفِ، غَارَ اللَّهُ عز وجل فِي سَمَائِهِ، فَقَالَ لِلأَْرْضِ: تَزَلْزَلِي بِهِمْ، فَإِنْ تَابُوا وَنَزَعُوا، وَإِلاَّ هَدَمَهَا عَلَيْهِمْ، قَالَ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، أَعَذَابًا لَهُمْ؟ قَالَتْ: بَلَى مَوْعِظَةً وَرَحْمَةً لِلْمُؤْمِنِينَ، وَنَكَالاً وَعَذَابًا وَسُخْطًا عَلَى الْكَافِرِينَ».


الشرح

([1])أخرجه: ابن أبي الدنيا في العقوبات رقم (14)، وابن وضاح في البدع رقم (289).

([2])أخرجه: ابن أبي الدنيا في العقوبات رقم (16).

([3])أخرجه: ابن أبي الدنيا في العقوبات رقم (15).