×
تعْليقَاتٌ على الجَوابِ الكَافي الجزء الأول

 فَقَالَ أَنَسٌ: مَا سَمِعْتُ حَدِيثًا بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَا أَشَدُّ فَرَحًا بِهِ مِنِّي بِهَذَا الْحَدِيثِ ([1]).

****

الشرح

لا يَكفي أن يكونَ الإنسانُ صالحاً في نَفسه، بل لا بُدَّ إذا رأَى منكرًا أن يُنكره على حَسب استطاعتِه ولو بقَلْبِه، فإذا كانَ لا يُنكِر المُنكر ولو كانَ يُصَلّي ويَصوم ويتصدَّق، فإنه تَعُمّه العُقوبة، ويومَ القِيامة يَبعثه اللهُ على نِيَّته، لكنه في الدنيَا تَعُمّه العُقوبة؛ لأنه لم يُنكِر ولو بقَلبه، فإذا أنكرَ المُنكر نَجَا، وإذا لم يُنكِر هلكَ مع أصحابِ المُنكَر.

وقوله: «لَمْ يُعَجِّلُوا عَلَيْكَ بِالإِْنْكَارِ»، هذا مثلُ الذِي قَبله، أنه إذا سكتَ عن المُنكر ولم يُنكِر فإن العُقوبة تَعُمّ السَّاكِت الذِي لم يُنكِر، ولا تَخْتَصّ بفاعلِ المَعصية، فإذا تابَ صَاحِب المَعصية وتابَ اللهُ عليه فإن العُقوبةَ لا ترفعُ عن الذينَ لم يُنكِروا المُنكَر حتى يَتوبُوا إلى اللهِ.

قوله: «حَدِّثِينَا عَنِ الزَّلْزَلَةِ» الزلازلُ: حَركة الأرضِ واضطرابُها، فإذا تفشَّى في الناسِ المُجَاهرة بالمَعاصي والكُفر، حَدثت الزَّلاَزِل، وهي تَكْثُر في آخرِ الزَّمَان لهذا السَّبب.

وكَما هو مُشَاهدٌ الآنَ فإن الزلازلَ تدمِّر المُدنَ والبِلاد، وتهدمُ المَباني، وهذه عُقوبات، وليست بكَوارث طَبيعية كما يُسَمّونها، إنما هِي عُقوبات مِن اللهِ عز وجل كما يُسمِّيها أهلُ الإيمانِ.


الشرح

([1])أخرجه: ابن أبي الدنيا في العقوبات رقم (17).