يَوْمِ
كَذَا وَكَذَا فِي شَهْرِ كَذَا وَكَذَا، فَمَنْ كَانَ عِنْدَهُ شَيْءٌ
فَلْيَتَصَدَّقْ بِهِ، فَإِنَّ اللَّهَ عز وجل يَقُولُ: {قَدۡ أَفۡلَحَ مَن تَزَكَّىٰ
١٤وَذَكَرَ ٱسۡمَ رَبِّهِۦ فَصَلَّىٰ ١٥} [الأَْعْلَى: 14- 15] ، وَقُولُوا كَمَا قَالَ آدَمُ: {رَبَّنَا ظَلَمۡنَآ
أَنفُسَنَا وَإِن لَّمۡ تَغۡفِرۡ لَنَا وَتَرۡحَمۡنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ} [الأَْعْرَافِ: 23] ،
وَقُولُوا كَمَا قَالَ نُوحٌ: { وَإِلَّا
تَغۡفِرۡ لِي وَتَرۡحَمۡنِيٓ أَكُن مِّنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ } [هُودٍ: 47] ، وَقُولُوا كَمَا قَالَ يُونُسُ: {لَّآ
إِلَٰهَ إِلَّآ أَنتَ سُبۡحَٰنَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ ٱلظَّٰلِمِينَ} [الأَْنْبِيَاءِ: 87] ([1]).
****
الشرح
هذه الأحاديثُ والآثارُ كالتِي قَبلها في أن الزَّلاَزِل
تَحْدُث بسببِ الذُّنوب والمَعاصي، وتَرك إنكارِ المُنكر، والإحدَاث والتَّغْيِير
دِين اللهِ عز وجل .
وقوله: «إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ فَلَيْسَ
فِيهَا ذِرَاعٌ وَلاَ شِبْرٌ إِلاَّ وَهُوَ يَنْطِقُ» تُخبِر عما فعلَ الناسُ على
ظهرِها، كما في قَول اللهِ سبحانه وتعالى : {يَوۡمَئِذٖ تُحَدِّثُ
أَخۡبَارَهَا} [الزلزلة: 4] ،
فتَشْهَد على الناسِ بما عملُوا مِن خيرٍ أو شَرٍّ.
واللهُ جل وعلا جعلَ الأرضَ
قَرَارًا وسَاكنة؛ حتى يعيشَ الناسُ على ظَهرها، فإذا أحدثُوا زَلْزَلَها عليهم
تنبيهًا لهم وعُقوبة وتحذيرًا.
والآنَ تَحدُث الحوادثُ ولا
يَعتبر الناسُ، وإنما يَقولون: هذه كوارثُ طبيعيةٌ، ولا يَقولون: هذه عقوبةٌ،
ونَذير مِن اللهِ للناسِ ليَتوبُوا!
وقد كانَ الأنبياءُ ُ إذا حصلَ شيءٌ من العُقوبات رجعُوا إلى اللهِ، وتَابوا إلى اللهِ، واستغفرُوا من ذُنوبِهم، فيَستفيدُون مِن هذه الحَوادث بالرُّجُوع إلى اللهِ عز وجل .
([1])أخرجه: ابن أبي الدنيا في العقوبات رقم (23).