وَقَالَ الإِْمَامُ
أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنِ
الأَْعْمَشِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ
رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِذَا ضَنَّ النَّاسُ بِالدِّينَارِ
وَالدِّرْهَمِ، وَتَبَايَعُوا بِالْعِينَةِ، وَتَبِعُوا أَذْنَابَ الْبَقَرِ،
وَتَرَكُوا الْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؛ أَنْزَلَ اللَّهُ بِهِمْ بَلاَءً لاَ
يَرْفَعُهُ عَنْهُمْ حَتَّى يُرَاجِعُوا دِينَهُمْ» ([1]) رَوَاهُ
أَبُو دَاوُدَ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ.
وَذَكَرَ ابْنُ أَبِي
الدُّنْيَا مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: لَقَدْ رَأَيْنَا وَمَا أَحَدٌ
أَحَقَّ بِدِينَارِهِ وَدِرْهَمِهِ مِنْ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ، وَلَقَدْ سَمِعْتُ
رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِذَا ضَنَّ النَّاسُ بِالدِّينَارِ
وَالدِّرْهَمِ، وَتَبَايَعُوا بِالْعِينَةِ، وَتَرَكُوا الْجِهَادَ، وَأَخَذُوا
أَذْنَابَ الْبَقَرِ؛ أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ بَلاَءً، فَلاَ
يَرْفَعُهُ عَنْهُمْ حَتَّى يُرَاجِعُوا دِينَهُمْ» ([2]).
وَقَالَ الْحَسَنُ: «إِنَّ
الْفِتْنَةَ وَاللَّهِ مَا هِيَ إِلاَّ عُقُوبَةٌ مِنَ اللَّهِ عز وجل عَلَى
النَّاسِ» ([3]).
****
الشرح
قوله: «إِذَا ضَنَّ النَّاسُ»، يعني: بَخلوا «بِالدِّينَارِ وَالدِّرْهَمِ» عن الصَّدَقة وعن فِعل الخَير، وعن القَرْض الحَسَن للمُحتَاج، وهو أن يُعطَى مِن المَال ما يَسُدّ به حَاجته على أن يَرُدّ بدلَه دُون زِيادة، هذا هو القَرْض الحَسَن، وأغلبُ الناسِ الآنَ يَعدلون عن القرضِ الحَسَن إلى الرِّبَا، لا يُقْرِضون إلا برِبا.
([1])أخرجه: أبو داود رقم (3462)، وأحمد رقم (4825)، وأبي يعلى رقم (5659).