وَنَظَرَ بَعْضُ أَنْبِيَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ
إِلَى مَا يَصْنَعُ بِهِمْ بُخْتَنَصَّرُ، فَقَالَ: بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِينَا
سَلَّطْتَ عَلَيْنَا مَنْ لاَ يَعْرِفُكَ وَلاَ يَرْحَمُنَا ([1]).
وَقَالَ بُخْتَنَصَّرُ
لِدَانْيَالَ: مَا الَّذِي سَلَّطَنِي عَلَى قَوْمِكَ؟ قَالَ: عِظَمُ خَطِيئَتِكَ
وَظُلْمُ قَوْمِي أَنْفُسَهُمْ ([2]).
وَذَكَرَ ابْنُ أَبِي
الدُّنْيَا مِنْ حَدِيثِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ وَحُذَيْفَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى
الله عليه وسلم : «أَنَّ اللَّهَ عز وجل إِذَا أَرَادَ بِالْعِبَادِ نِقْمَةً
أَمَاتَ الأَْطْفَالَ، وَأَعْقَمَ أَرْحَامَ النِّسَاءِ، فَتَنْزِلُ النِّقْمَةُ،
وَلَيْسَ فِيهِمْ مَرْحُومٌ» ([3]).
وَذَكَرَ عَنْ مَالِكِ بْنِ
دِينَارٍ قَالَ: «قَرَأْتُ فِي الْحِكْمَةِ: يَقُولُ اللَّهُ عز وجل : أَنَا
اللَّهُ مَالِكُ الْمُلُوكِ، قُلُوبُ الْمُلُوكِ بِيَدَيَّ، فَمَنْ أَطَاعَنِي
جَعَلْتُهُمْ عَلَيْهِ رَحْمَةً، وَمَنْ عَصَانِي جَعَلْتُهُمْ عَلَيْهِ نِقْمَةً،
فَلاَ تَشْغَلُوا أَنْفُسَكُمْ بِسَبِّ الْمُلُوكِ، وَلَكِنْ تُوبُوا إِلَيَّ
أَعْطِفُهُمْ عَلَيْكُمْ» ([4]).
وَفِي مَرَاسِيلِ الْحَسَنِ:
«إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ خَيْرًا جَعَلَ أَمْرَهُمْ إِلَى حُلَمَائِهِمْ،
وَفَيَّأَهُمْ عِنْدَ سُمَحَائِهِمْ، وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ شَرًّا
جَعَلَ أَمْرَهُمْ إِلَى سُفَهَائِهِمْ، وَفَيَّأَهُمْ عِنْدَ بُخَلاَئِهِمْ» ([5]).
وَذَكَرَ الإِْمَامُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: قَالَ مُوسَى: «يَا رَبِّ أَنْتَ فِي السَّمَاءِ وَنَحْنُ فِي الأَْرْضِ، فَمَا عَلاَمَةُ غَضَبِكَ مِنْ رِضَاكَ؟
([1])أخرجه: ابن أبي الدنيا في العقوبات رقم (28).