وَذَكَرَ الإِْمَامُ
أَحْمَدُ مِنْ حَدِيثِ جَرِيرٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَا
مِنْ قَوْمٍ يُعْمَلُ فِيهِمْ بِالْمَعَاصِي، وَهُمْ أَعَزُّ وَأَكْثَرُ مِمَّنْ
يَعْمَلُهُ، فَلَمْ يُغَيِّرُوهُ، إِلاَّ عَمَّهُمُ اللَّهُ بِعِقَابٍ» ([1]).
وَفِي صَحِيحِ
الْبُخَارِيِّ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى
الله عليه وسلم يَقُولُ: «يُجَاءُ بِالرَّجُلِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُلْقَى فِي
النَّارِ، فَتَنْدَلِقُ أَقْتَابُهُ فِي النَّارِ، فَيَدُورُ كَمَا يَدُورُ
الْحِمَارُ بِرَحَاهُ، فَيَجْتَمِعُ عَلَيْهِ أَهْلُ النَّارِ، فَيَقُولُونَ: أَيْ
فُلاَنُ، مَا شَأْنُكَ؟ أَلَسْتَ كُنْتَ تَأْمُرُنَا بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَانَا
عَنِ الْمُنْكَرِ؟ قَالَ: بَلَى، كُنْتُ آمُرُكُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَلاَ آتِيهِ
وَأَنْهَاكُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَآتِيهِ» ([2]).
وَذَكَرَ الإِْمَامُ
أَحْمَدُ عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ قَالَ: «كَانَ حَبْرٌ مِنْ أَحْبَارِ بَنِي
إِسْرَائِيلَ يَغْشَى مَنْزِلَهُ الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ، فَيَعِظُهُمْ
وَيُذَكِّرُهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ، فَرَأَى بَعْضَ بَنِيهِ يَوْمًا يَغْمِزُ
النِّسَاءَ، فَقَالَ: مَهْلاً يَا بُنَيَّ، مَهْلاً يَا بُنَيَّ. فَسَقَطَ مِنْ
سَرِيرِهِ، فَانْقَطَعَ نُخَاعُهُ، وَأُسْقِطَتِ امْرَأَتُهُ، وَقُتِلَ بَنُوهُ،
فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى نَبِيِّهِمْ: أَنْ أَخْبِرْ فُلاَنًا الْخَبَرَ: أَنِّي
لاَ أُخْرِجُ مِنْ صُلْبِكَ صِدِّيقًا أَبَدًا، مَا كَانَ غَضَبُكَ لِي إِلاَّ
أَنْ قُلْتَ مَهْلاً يَا بُنَيَّ» ([3]).
****
الشرح
قد يترُك بعضُ الناسِ الأمرَ بالمعروفِ والنهيَ عن المُنكر، ويستدلّ بقَول اللهِ تبارك وتعالى : { يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ عَلَيۡكُمۡ أَنفُسَكُمۡۖ لَا يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا ٱهۡتَدَيۡتُمۡۚ}، ويقولُ: ما عليَّ إلا مِن نَفسي، ولا عليَّ من الناسِ، ولن يضرّني تركُ الأمرِ بالمَعروف والنَّهي عن المُنكر إن أصلحتُ نَفسي!
([1])أخرجه: أبو داود رقم (4339)، وابن ماجه رقم (4009)، وأحمد رقم (19230).