وَذَكَرَ الإِْمَامُ أَحْمَدُ مِنْ حَدِيثِ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
«إِيَّاكُمْ وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ، فَإِنَّهُنَّ يَجْتَمِعْنَ عَلَى
الرَّجُلِ حَتَّى يُهْلِكْنَهُ»، وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
ضَرَبَ لَهُنَّ مَثَلاً: «كَمَثَلِ الْقَوْمِ نَزَلُوا أَرْضَ فَلاَةٍ، فَحَضَرَ
صَنِيعُ الْقَوْمِ، فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَنْطَلِقُ فَيَجِيءُ بِالْعُودِ،
وَالرَّجُلُ يَجِيءُ بِالْعُودِ، حَتَّى جَمَعُوا سَوَادًا، وَأَجَّجُوا نَارًا،
وَأَنْضَجُوا مَا قَذَفُوا فِيهَا» ([1]).
وَفِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: «إِنَّكُمْ لَتَعْمَلُونَ أَعْمَالاً هِيَ
أَدَقُّ فِي أَعْيُنِكُمْ مِنَ الشَّعْرِ، وَإِنْ كُنَّا لَنَعُدَّهَا عَلَى
عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْمُوبِقَاتِ» ([2]).
وَفِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ
حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
قَالَ: «عُذِّبَتِ امْرَأَةٌ فِي هِرَّةٍ سَجَنَتْهَا حَتَّى مَاتَتْ، فَدَخَلَتِ
النَّارَ، لاَ هِيَ أَطْعَمَتْهَا، وَلاَ سَقَتْهَا، وَلاَ تَرَكَتْهَا تَأْكُلُ
مِنْ خَشَاشِ الأَْرْضِ» ([3]).
وَفِي الْحِلْيَةِ لأَِبِي
نُعَيْمٍ عَنْ حُذَيْفَةَ أَنَّهُ قِيلَ لَهُ: فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ تَرَكَتْ بَنُو
إِسْرَائِيلَ دِينَهُمْ؟ قَالَ: لاَ، وَلَكِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا أُمِرُوا
بِشَيْءٍ تَرَكُوهُ، وَإِذَا نُهُوا عَنْ شَيْءٍ رَكِبُوهُ، حَتَّى انْسَلَخُوا
مِنْ دِينِهِمْ كَمَا يَنْسَلِخُ الرَّجُلُ مِنْ قَمِيصِهِ ([4]).
وَمِنْ هَاهُنَا قَالَ بَعْضُ السَّلَفِ: الْمَعَاصِي بَرِيدُ الْكُفْرِ، كَمَا أَنَّ الْقُبْلَةَ بَرِيدُ الْجِمَاعِ، وَالْغِنَاءُ بَرِيدُ الزِّنَا، وَالنَّظَرُ بَرِيدُ الْعِشْقِ، وَالْمَرَضُ بَرِيدُ الْمَوْتِ.
([1])أخرجه: أحمد رقم (3818)، والطبراني في الكبير رقم (10500).