وتلكَ المَرأة التِي دخلَت
النارَ في هِرَّة؛ كانتْ عِندها شيئًا سهلاً، فحَبستها حتى مَاتت، لا هِي
أطعمتْها، ولا هِي تَركتها تَطلُب الرِّزْق، فدَخلت النارَ بذلكَ. وهَذا في قَتل
هِرَّة، فكَيف بالذِي يقتُل نفسًا مؤمنة؟! {وَمَن يَقۡتُلۡ مُؤۡمِنٗا
مُّتَعَمِّدٗا فَجَزَآؤُهُۥ جَهَنَّمُ خَٰلِدٗا فِيهَا وَغَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِ
وَلَعَنَهُۥ وَأَعَدَّ لَهُۥ عَذَابًا عَظِيمٗا} [النساء: 93] .
بَينما المَرأة البَغِيّ
التِي كَانت تستعملُ الزِّنَا، لما رأتْ كلباً يَلهثُ من شِدّة العَطَش، فسَقته،
فغفرَ اللهُ لها.
فلا يُتساهَل في المَعاصي ومُحقَّرات الذنوبِ، وكذلكَ الحَسَنة لا تُستَصغر، فالحسنةُ - ولَو كانتْ يسيرةً - يضاعفُها اللهُ جل وعلا ، كما قالَ اللهُ تبارك وتعالى : {إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَظۡلِمُ مِثۡقَالَ ذَرَّةٖۖ وَإِن تَكُ حَسَنَةٗ يُضَٰعِفۡهَا}، يعني: ولو كانَ مِثقال الذَّرَّة حَسنة فإنه يُضاعِفها {وَيُؤۡتِ مِن لَّدُنۡهُ أَجۡرًا عَظِيمٗا} [النساء: 40] .