وَمَا الَّذِي أَغْرَقَ أَهْلَ الأَْرْضِ
كُلَّهُمْ حَتَّى عَلاَ الْمَاءُ فَوْقَ رَأْسِ الْجِبَالِ؟!
وَمَا الَّذِي سَلَّطَ
الرِّيحَ الْعَقِيمَ عَلَى قَوْمِ عَادٍ حَتَّى أَلْقَتْهُمْ مَوْتَى عَلَى وَجْهِ
الأَْرْضِ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٌ، وَدَمَّرَتْ مَا مَرَّ
عَلَيْهِ مِنْ دِيَارِهِمْ وَحُرُوثِهِمْ وَزُرُوعِهِمْ وَدَوَابِّهِمْ، حَتَّى
صَارُوا عِبْرَةً لِلأُْمَمِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ؟!
وَمَا الَّذِي أَرْسَلَ
عَلَى قَوْمِ ثَمُودَ الصَّيْحَةَ حَتَّى قَطَعَتْ قُلُوبَهُمْ فِي أَجْوَافِهِمْ
وَمَاتُوا عَنْ آخِرِهِمْ؟!
وَمَا الَّذِي رَفَعَ قُرَى
اللُّوطِيَّةِ حَتَّى سَمِعَتِ الْمَلاَئِكَةُ نَبِيحَ كِلاَبِهِمْ، ثُمَّ قَلَبَهَا
عَلَيْهِمْ، فَجَعَلَ عَالِيَهَا سَافِلَهَا، فَأَهْلَكَهُمْ جَمِيعًا، ثُمَّ
أَتْبَعَهُمْ حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَمْطَرَهَا عَلَيْهِمْ، فَجَمَعَ
عَلَيْهِمْ مِنَ الْعُقُوبَةِ مَا لَمْ يَجْمَعْهُ عَلَى أُمَّةٍ غَيْرِهِمْ؟!
وَلِإِخْوَانِهِمْ أَمْثَالُهَا، وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ.
وَمَا الَّذِي أَرْسَلَ
عَلَى قَوْمِ شُعَيْبٍ سَحَابَ الْعَذَابِ كَالظُّلَلِ، فَلَمَّا صَارَ فَوْقَ
رُءُوسِهِمْ أَمْطَرَ عَلَيْهِمْ نَارًا تَلَظَّى؟!
وَمَا الَّذِي أَغْرَقَ
فِرْعَوْنَ وَقَوْمَهُ فِي الْبَحْرِ، ثُمَّ نَقَلَتْ أَرْوَاحَهُمْ إِلَى
جَهَنَّمَ، فَالأَْجْسَادُ لِلْغَرَقِ، وَالأَْرْوَاحُ لِلْحَرْقِ؟!
وَمَا الَّذِي خَسَفَ
بِقَارُونَ وَدَارِهِ وَمَالِهِ وَأَهْلِهِ؟!
وَمَا الَّذِي أَهْلَكَ
الْقُرُونَ مِنْ بَعْدِ نُوحٍ بِأَنْوَاعِ الْعُقُوبَاتِ، وَدَمَّرَهَا
تَدْمِيرًا؟!
وَمَا الَّذِي أَهْلَكَ
قَوْمَ صَاحِبِ يس بِالصَّيْحَةِ حَتَّى خَمَدُوا عَنْ آخِرِهِمْ؟!
وَمَا الَّذِي بَعَثَ عَلَى
بَنِي إِسْرَائِيلَ قَوْمًا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلاَلَ الدِّيَارِ،
وَقَتَلُوا الرِّجَالَ، وَسَبُوا الذُّرِّيَّةَ وَالنِّسَاءَ، وَأَحْرَقُوا
الدِّيَارَ،