وقوله: «وَلِإِخْوَانِهِمْ
أَمْثَالُهَا»، يعني: إخوَانهم من اللُّوطِيّة الذين يَأتون هذه الجَريمة لهم
أمثالُها، ولهذا قالَ اللهُ: { وَمَا هِيَ مِنَ ٱلظَّٰلِمِينَ
بِبَعِيدٖ} [هود: 83] ، وما
يحصلُ الآنَ في العالمِ من الأمراضِ المُستعصِية مِثل المَرَض الذِي يُسمُّونه «فَقْد المَنَاعة» هذا بسببِ جريمةِ
اللوَاطِ والزِّنَا والعِياذُ باللهِ.
وقوله: «وَمَا الَّذِي أَرْسَلَ عَلَى قَوْمِ
شُعَيْبٍ سَحَابَ الْعَذَابِ كَالظُّلَلِ»، قومُ شُعَيْب أصحابُ مَدْيَن عَصوا
نبيَّهم شعيباً، فظلَّلتهم سَحابةٌ ظَنُّوا أن فيها مطرًا، فخرجُوا إليها فأخذَهم
العذابُ: {فَلَمَّا
رَأَوۡهُ عَارِضٗا مُّسۡتَقۡبِلَ أَوۡدِيَتِهِمۡ قَالُواْ هَٰذَا عَارِضٞ مُّمۡطِرُنَاۚ
بَلۡ هُوَ مَا ٱسۡتَعۡجَلۡتُم بِهِۦۖ رِيحٞ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٞ ٢٤تُدَمِّرُ
كُلَّ شَيۡءِۢ بِأَمۡرِ رَبِّهَا فَأَصۡبَحُواْ لَا يُرَىٰٓ إِلَّا مَسَٰكِنُهُمۡۚ
كَذَٰلِكَ نَجۡزِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡمُجۡرِمِينَ ٢٥} [الأحقاف: 24، 25] ، {فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمۡ
عَذَابُ يَوۡمِ ٱلظُّلَّةِۚ إِنَّهُۥ كَانَ عَذَابَ يَوۡمٍ عَظِيمٍ} [الشعراء: 189] .
وقوله: «وَمَا الَّذِي أَغْرَقَ فِرْعَوْنَ
وَقَوْمَهُ فِي الْبَحْرِ»، كذلك فِرعَون وقَومه الذين تكبَّروا على مُوسى،
ومَن معه مِن بَني إسرائيلَ، أغرقَهم اللهُ في البحرِ، دَخلوا فيه وهو يَابسٌ: {وَلَقَدۡ أَوۡحَيۡنَآ
إِلَىٰ مُوسَىٰٓ أَنۡ أَسۡرِ بِعِبَادِي فَٱضۡرِبۡ لَهُمۡ طَرِيقٗا فِي ٱلۡبَحۡرِ
يَبَسٗا لَّا تَخَٰفُ دَرَكٗا وَلَا تَخۡشَىٰ ٧٧فَأَتۡبَعَهُمۡ فِرۡعَوۡنُ بِجُنُودِهِۦ
فَغَشِيَهُم مِّنَ ٱلۡيَمِّ مَا غَشِيَهُمۡ ٧٨} [طه: 77، 78] ، فأطبقَه اللهُ عليهم - ونجَّى مُوسى
وقومَه - بسببِ أنهم عَصَوا نبيَّهم مُوسى عليه السلام ، وصَاروا مع فِرعون الذِي
قال: { فَقَالَ
أَنَا۠ رَبُّكُمُ ٱلۡأَعۡلَىٰ}، فماذا كانتْ عَاقبتُه؟ {فَأَخَذَهُ ٱللَّهُ نَكَالَ ٱلۡأٓخِرَةِ
وَٱلۡأُولَىٰ} [النازعات: 24، 25]
.
وقوله: «وَمَا الَّذِي خَسَفَ بِقَارُونَ وَدَارِهِ وَمَالِهِ وَأَهْلِهِ»، قَارون أُعجِب بعطاءِ اللهِ؛ وقد أعطاهُ اللهُ من الكُنوزِ الشيءَ الكثيرَ، فنصحَه