×
تعْليقَاتٌ على الجَوابِ الكَافي الجزء الأول

قوله: «وَمَا الَّذِي بَعَثَ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ قَوْمًا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلاَلَ الدِّيَارِ»، سلَّطَ اللهُ المَجُوس على بني إسرائيلَ، مع أن بَني إسرائيلَ أهلُ كتابٍ وأهلُ علمٍ، والمَجُوس عَبَدَة النارِ كَفَرَةٌ مَلاحِدة، ولكن اللهَ قد يُسَلِّط الكافرَ على المُؤمن بسببِ ذنوبِ المُؤمن، فسلَّط اللهُ المَجُوس عَبَدَة النِّيرَان على بَني إسرائيلَ أَهل الكتابِ وأَهل العِلم؛ لأنهم عَصَوا اللهَ جل وعلا .

وقوله: «ثُمَّ بَعَثَهُمْ عَلَيْهِمْ مَرَّةً ثَانِيَةً فَأَهْلَكُوا مَا قَدَرُوا عَلَيْهِ»، بعثَهم اللهُ عليهم مَرَّتَين كما في أوَّل سُورة الإسراءِ، وتوعَّدهم اللهُ في الثالثةِ فقالَ: { وَإِنۡ عُدتُّمۡ عُدۡنَاۚ} [الإسراء: 8] .

كُلّ هذه عُقوبات حَصلتْ على بَني إسرائيلَ بسببِ تَمَرُّدِهم وعِنادِهم مع الأنبياءِ؛ مع مُوسى وعِيسى عَليهما السلامُ، ومع مُحمَّد صلى الله عليه وسلم ، ولا يزالُ اليَهُود مُتَمَرِّدِين، ولا يَزالُ اللهُ جل وعلا يُرسِل عليهم العُقوبات: { وَإِذۡ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبۡعَثَنَّ عَلَيۡهِمۡ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ مَن يَسُومُهُمۡ سُوٓءَ ٱلۡعَذَابِۗ} [الأعراف: 167] ، فكلما تجمَّعُوا وقَوِيَتْ شوكتُهم أرسلَ اللهُ عليهم مَن يُهلِكهم ويُدمِّرهم، وهذا عَبر التاريخِ معروفٌ.


الشرح