×
تعْليقَاتٌ على الجَوابِ الكَافي الجزء الأول

 فَارِس والرُّوم مع ضعفِ أبدانِ المُسلمين وَقْتَئِذٍ وقُوة الرُّوم والفُرْس، لكن ما نَفعتهم قُوَّتهم.

ومن عُقوبات المَعاصي أن الإنسانَ يُحرَم الطاعَة، فتَجِد العُصاة أثقَل شيءٍ عليهم الصَّلاة، بل هي عندهم أثقلُ من الجِبال، في حِين أنها خَفيفة على أهلِ الإيمانِ، ويَجِدون لها لَذَّةً وحَلاوةً، كما قالَ اللهُ سبحانه وتعالى : {وَٱسۡتَعِينُواْ بِٱلصَّبۡرِ وَٱلصَّلَوٰةِۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى ٱلۡخَٰشِعِينَ} [البقرة: 45] . أما الذي ليس في قَلبه خُشوعٌ فهذا تَصعبُ عليه الصَّلاةُ، ويتكاسَل عنها، ولا يَقوم لها، وتكُون ثَقيلة عليه.

وكما قالَ تبارك وتعالى : {كَلَّاۖ بَلۡۜ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِم مَّا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ} [المطففين: 14] ، تصبحُ الطاعةُ ثقيلةً عليه، وبغيضةً إليه، ويَنفِر عنها غايةَ النفرِ، مثل المَريض لا يستطيعُ أن يأكلَ أو يشربَ، مع أن الطعامَ والشرابَ أَلَذُّ شيءٍ، لكنه يكون مُرًّا في ذَوْقِه لأنه مريضٌ، كذلك العاصِي تكونُ الطاعةُ عليه شاقَّةً.

فالإنسانُ - إن كانَ له عقلٌ - بينَ أمرَيْنِ: إما أن يكُون مُطيعاً، وإما أن يكُون عاصياً، أما المَجنون فليسَ له طَاعة ولا مَعصية.


الشرح