بِٱللَّهِ
وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۚ وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجۡعَل لَّهُۥ مَخۡرَجٗا ٢ وَيَرۡزُقۡهُ
مِنۡ حَيۡثُ لَا يَحۡتَسِبُۚ وَمَن يَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِ فَهُوَ حَسۡبُهُۥٓۚ
إِنَّ ٱللَّهَ بَٰلِغُ أَمۡرِهِۦۚ قَدۡ جَعَلَ ٱللَّهُ لِكُلِّ شَيۡءٖ قَدۡرٗا ٣} [الطلاق: 2، 3] . ومَفهوم
الآيةِ: أن من لا يتَّقي اللهَ لا يجعلُ له مَخْرجاً من الشدائدِ والعُسر
والكُربات.
وقوله: «فَمَنْ عَطَّلَ التَّقْوَى جَعَلَ لَهُ مِنْ
أَمْرِهِ عُسْرًا»، والأشدُّ من ذلك أنه ما يَدري ما سَبَب تعسُّر الأمورِ
عليه، وقد يُلقِي باللومِ على غَيره ويقولُ: هو الذِي تَسَبَّبَ لي في ذلكَ
العُسر، ولا يفكِّر أن اللهَ عز وجل هو الذِي عسَّر أمورَه بسببِ سُلوكه ومَعاصيه.
وقوله: «فَتَصِيرُ ظُلْمَةُ الْمَعْصِيَةِ
لِقَلْبِهِ كَالظُّلْمَةِ الْحِسِّيَّةِ لِبَصَرِهِ»، بخلافِ أهلِ التَّقوى فإنهم
يَجِدون في قُلوبهم نورًا: {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَءَامِنُواْ بِرَسُولِهِۦ يُؤۡتِكُمۡ كِفۡلَيۡنِ
مِن رَّحۡمَتِهِۦ وَيَجۡعَل لَّكُمۡ نُورٗا تَمۡشُونَ بِهِۦ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡۚ وَٱللَّهُ
غَفُورٞ رَّحِيمٞ} [الحديد: 28] .
فتَجِد صَاحب الطاعةِ على وَجهه النورِ، والأُنْس في قَلبه، والانشرَاح في صدرِه من آثارِ الطاعةِ، أما العَاصي فإنه يَجِد ظُلْمة في قَلبه، وظُلْمة في تصرُّفاته، وهذه الظُّلْمة تَظْهر حتى على لونِ جِسمه، فتَجِد وَجهه أسودَ مُكْفَهِرًّا مُقطَّبًا.