وَلَعَنَ مَنْ لَعَنَ وَالِدَيْهِ ([1])، وَلَعَنَ
مَنِ اتَّخَذَ شَيْئًا فِيهِ الرُّوحُ غَرَضًا يَرْمِيهِ بالسِّهَامِ ([2])، وَلَعَنَ
الْمُخَنَّثِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالْمُتَرَجِّلاَتِ مِنَ النِّسَاءِ ([3])، وَلَعَنَ
مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللَّهِ، وَلَعَنَ مَنْ أَحْدَثَ حَدَثًا أَوْ آوَى
مُحْدِثًا.
وَلَعَنَ الْمُصَوِّرِينَ ([4])، وَلَعَنَ
مَنْ عَمِلَ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ، وَلَعَنَ مَنْ سَبَّ أَبَاهُ وَأُمَّهُ،
وَلَعَنَ مَنْ كَمَّهَ أَعْمًى عَنِ الطَّرِيقِ ([5]).
****
الشرح
وكيف يلعن والديه؟ سئل النبي
صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقيل له: كيف يلعن الرجل أباه؟ قال: «يَسُبُّ أَبَا الرَّجُلِ فَيَسُبَّ أَبَاهُ،
وَيَسُبُّ أُمَّهُ فَيَسُبَّ أُمَّهُ» ([6])، أي يلعنُ
أبا الرجلِ، فيَلعن الرجلُ المَلعون أبا اللاعنِ وأمَّه، فيكُون مُتسبِّبًا في
لعنةِ وَالديه.
وقوله: «وَلَعَنَ مَنِ اتَّخَذَ شَيْئًا فِيهِ
الرُّوحُ غَرَضًا»، أي: الذِي يَجعل الحيوانَ الحيَّ هدفًا يتعلَّم عليه
الرِّماية؛ لأن في ذلكَ تَعذيبًا للحيوانِ.
وقوله: «وَلَعَنَ الْمُخَنَّثِينَ مِنَ الرِّجَالِ»، أي: المتشبِّهين بالنساءِ، وليس مَعناه الذِي يعملُ الفَاحشة، هذا لا يُقال: مُخنَّث، إنما هو لُوطِيٌّ، أما المُخنَّث فهو الذِي يتشبَّه بالنساءِ، في مَشْيِهن وفي كَلامهن، ويزيِّن نفسَه ويصبغُ نفسَه كما تفعلُ المرأةُ، ويحلقُ لِحيته ويَصير مِثل المرأةِ، هذا مُتشبِّه بالنساءِ.
([1])أخرجه: مسلم رقم (1978).