×
تعْليقَاتٌ على الجَوابِ الكَافي الجزء الأول

 فَيَا مَنْ بَاعَ حَظَّهُ الْغَالِي بِأَبْخَسِ الثَّمَنِ، وَغُبِنَ كُلَّ الْغَبْنِ فِي هَذَا الْعَقْدِ وَهُوَ يَرَى أَنَّهُ قَدْ غُبِنَ، إِذَا لَمْ يَكُنْ لَكَ خِبْرَةٌ بِقِيمَةِ السِّلْعَةِ فَسَلِ الْمُقَوِّمِينَ.

فَيَا عَجَبًا مِنْ بِضَاعَةٍ مَعَكَ اللَّهُ مُشْتَرِيهَا، وَثَمَنُهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى، وَالسَّفِيرُ الَّذِي جَرَى عَلَى يَدِهِ عَقْدُ التَّبَايُعِ وَضَمِنَ الثَّمَنَ عَنِ الْمُشْتَرِي هُوَ الرَّسُولُ، وَقَدْ بِعْتَهَا بِغَايَةِ الْهَوَانِ!

إِذَا كَانَ هَذَا فِعْلُ عَبْدٍ بِنَفْسِهِ

 

فَمَنْ ذَا لَهُ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ يُكْرِمُ

 { وَمَن يُهِنِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُۥ مِن مُّكۡرِمٍۚ إِنَّ ٱللَّهَ يَفۡعَلُ مَا يَشَآءُ۩} [الْحَجِّ: 18] .

****

الشرح

قوله: «فَالْهَمُّ وَالْغَمُّ وَالْحُزْنُ تَعْمَلُ فِي نُفُوسِهِمْ»، ولهذا قالَ اللهُ جل وعلا في المؤمنينَ: {لَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ} [يونس: 62] ، أي: لا خَوف عليهم فيمَا فَاتهم وتَركوه، ولا خَوف عَليهم في المستقبَل، ولا هم يحزنونَ على مَا فَاتهم في الدنيَا.

وقوله: «فَحِينَئِذٍ يَنْتَقِلُ الْعَذَابُ إِلَى نَوْعٍ هُوَ أَدْهَى وَأَمَرُّ»، كما قالَ اللهُ سبحانه وتعالى : {لَّهُمۡ عَذَابٞ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۖ وَلَعَذَابُ ٱلۡأٓخِرَةِ أَشَقُّۖ وَمَا لَهُم مِّنَ ٱللَّهِ مِن وَاقٖ} [الرعد: 34] .

وقوله: «وَمَا ذَاقُوا أَطْيَبَ مَا فِيهَا»، أطيَب ما في الدنيَا: ذِكْر اللهِ؛ ولذَّة العِبادة، وليسَ أطيَب ما فيها ملذَّات الأكلِ والشربِ، هذه قد يكُون الإنسانُ في حُزنٍ ولو هِي عِنده؛ لكن اللذةَ الحقيقيةَ في الدنيَا هي لذَّة العِبادة والطاعةِ.

فقد يكُون الإنسانُ له أُبَّهة، ومَراكبُ فخمةٌ، وقُصور، لكن قَلبه مُعذَّب، فلا تَنفعه هذه الأشياءُ، وقد يكُون الإنسانُ في كهفٍ أو في كشكٍ من الأكشاكِ، وقَلبه مُنعَّم مع اللهِ سبحانه وتعالى .


الشرح