×
تعْليقَاتٌ على الجَوابِ الكَافي الجزء الأول

فهذا مِن أعظمِ عُقوبات المَعاصي: أنها تؤثِّر في القُلوب إما بأنْ تُضعفها وتُمرضها، وإما بأنْ تُميتها: {قُلُوبٞ لَّا يَفۡقَهُونَ} [الأعراف: 179] .

وقوله: {وَٱذۡكُرۡ عِبَٰدَنَآ إِبۡرَٰهِيمَ وَإِسۡحَٰقَ وَيَعۡقُوبَ أُوْلِي ٱلۡأَيۡدِي}، يَعني: أُولي قوَّة، كما في قَوله جل وعلا : {وَٱذۡكُرۡ عَبۡدَنَا دَاوُۥدَ ذَا ٱلۡأَيۡدِۖ} [ص: 17] ، يَعني: ذِي القوَّة، وقَوله عز وجل : {وَٱلسَّمَآءَ بَنَيۡنَٰهَا بِأَيۡيْدٖ} [الذاريات: 47] ، يَعني: بقوَّة، وقَوله: {وَٱلۡأَبۡصَٰرِِ} [ص: 45] ، يَعني: البَصائر والقُلوب.

فعِندهم قوَّة، وعِندهم بَصائر في الحَق.

وقوله: «فَهَؤُلاَءِ أَشْرَفُ الأَْقْسَامِ مِنَ الْخَلْقِ وَأَكْرَمُهُمْ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى»، هُم الأنبياءُ، الذينَ عِندهم بصيرةٌ، وعِندهم قوةٌ.

والقسم الثاني: مَن لا بصيرةَ له ولا قوةَ، وهَؤلاء هُم شرُّ الخَلْق.

والقسم الثالث: مَن عِنده قوَّة وليس عِنده بَصيرةٌ.

والقسم الرابع: مَن عِنده بصيرةٌ وليسَ عِنده قوةٌ، وهَذا مُؤمن لكِنه مُؤمن ضَعيفٌ.

وقوله: {وَٱلۡعَصۡرِ ١إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لَفِي خُسۡرٍ ٢إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلۡحَقِّ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلصَّبۡرِ ٣} [العصر: 1- 3] ، يَعني: كُل الناسِ خَاسرٌ إلا مَن اتَّصَفَ بأربعِ صفاتٍ: الإيمانِ، والعملِ الصالحِ، والدعوةِ إلى اللهِ والأمرِ بالمَعروف والنَّهي عن المُنكر، والصَّبر.


الشرح