×
تعْليقَاتٌ على الجَوابِ الكَافي الجزء الأول

 وَإِذَا شِئْتَ أَنْ تَعْرِفَ ذَلِكَ فَانْظُرْ إِلَى إِخْوَانِهِمْ مِنْ شَيَاطِينِ الإِْنْسِ، كَيْفَ يُخْرِجُونَ الأَْمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَرِ فِي قَالَبِ كَثْرَةِ الْفُضُولِ، وَتَتَبُّعِ عَثَرَاتِ النَّاسِ، وَالتَّعَرُّضِ مِنَ الْبَلاَءِ لِمَا لاَ يُطِيقُ، وَإِلْقَاءِ الْفِتَنِ بَيْنَ النَّاسِ، وَنَحْوِ ذَلِكَ، وَيُخْرِجُونَ اتِّبَاعَ السُّنَّةِ وَوَصْفَ الرَّبِّ تَعَالَى بِمَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ وَوَصَفَهُ بِهِ رَسُولُهُ صلى الله عليه وسلم فِي قَالَبِ التَّجْسِيمِ وَالتَّشْبِيهِ وَالتَّكْيِيفِ.

وَيُسَمُّونَ عُلُوَّ اللَّهِ عَلَى خَلْقِهِ وَاسْتِوَاءَهُ عَلَى عَرْشِهِ وَمُبَايَنَتَهُ لِمَخْلُوقَاتِهِ: تَحَيُّزًا، وَيُسَمُّونَ نُزُولَهُ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا، وَقَوْلَهُ: «مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ» ([1]): تَحَرُّكًا وَانْتِقَالاً، وَيُسَمُّونَ مَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ مِنَ الْيَدِ وَالْوَجْهِ أَعْضَاءَ وَجَوَارِحَ، وَيُسَمُّونَ مَا يَقُومُ بِهِ مِنْ أَفْعَالِهِ: حَوَادِثَ، وَمَا يَقُومُ مِنْ صِفَاتِهِ: أَعْرَاضًا.

ثُمَّ يَتَوَصَّلُونَ إِلَى نَفْيِ مَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ بِهَذِهِ الأُْمُورِ.

****

الشرح

شَرَعَ المُصنِّف في بيانِ ما يُلقي به شياطينُ الإنسِ في رَوْعِ الناسِ حتى يَرُدُّوهم عن الحَقّ، فقالَ: «يُخْرِجُونَ الأَْمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَرِ فِي قَالَبِ كَثْرَةِ الْفُضُولِ... » إلى آخرِه، فيَقولون: إن الأمرَ بالمَعروف والنهيَ عن المُنكر تَدَخُّلٌ في أمورِ الناسِ، وتَتَبُّعٌ لعَوراتِهم، وحبسٌ للحُرِّيَّات، ومُصادَرةٌ للرأيِ الآخرِ... إلى آخرِ ما يَقولون.

وهذا مُشاهَد ومسموعٌ بينَ الناسِ الآنَ، ومَوجودٌ في كِتاباتهم، يَقولون: إن الناسَ أحرارٌ، وكُل له رَأيه، وليسَ بلازمٍ مُصادَرة رَأي الناسِ، ولا تُلْزِمُوا النساءَ بالحِجاب لأن هذا حَبْسٌ للحُرِّية،


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (1145)، ومسلم رقم (758).