×
تعْليقَاتٌ على الجَوابِ الكَافي الجزء الأول

 ولا تُلْزِموا الناسَ بالصلاةِ، ولا تُلْزِموهم بكَذا وكَذا؛ لأن هذا حَبس للحُريات ومُصادرة للقَول الآخرِ، وبابُ الحِوار مَفتوحٌ... إلى آخرِ ما يقولونَ.

وفي بابِ إثباتِ الأسماءِ والصِّفات يَقولون: هذا يَلزمُ منه التَّجسيم والتَّشبيه، أو يَلزمُ مِنه حُلول الحَوادث باللهِ... إلى آخرِه.

فيَأتُون بهذه الشُّبهات، لأنهم إما أنَّهم مُلَبِّسون يُريدون التَّزْوِير، وإما أنهم جَهَلَة لا يُفرِّقون بينَ صِفات الخَالق وصِفات المَخلوق، ولا يُميِّزون بينَ هذا وهذا، ولا يَفهمُون مِن صِفات اللهِ إلا مَا هُو في صِفات المَخلوقين.

والحَقيقة أنهم هُم المُمَثِّلة؛ لأنهم مَثَّلُوا أولاً، ثم عَطَّلوا ثانيًا، وما عطَّلوا إلا لمَّا مَثَّلوا.

ويَقولون: إن إثباتَ العُلوِّ مَعناه إثباتُ الجِهة للهِ، واللهُ ليسَ في جِهةٍ، أو إثبَات الحَيِّز - وهوَ المَكان - للهِ، واللهُ مُنَزَّهٌ عن المَكان... إلى آخرِ ما يَقولون مِن هَذه الشُّبهات.

ويُسَمُّون النزولَ تَحرُّكاً، واللهُ مُنَزَّهٌ عن الحَركة، ما فَهموا مِن النُّزول إلا نُزول الآدميِّ، واللهُ جل وعلا يَنزلُ كيفَ يَشاء، فليسَ نُزوله مِثل نُزول الآدميِّين، ولا نُفسِّره بأنه حَركةٌ، ولا غَير حركةٍ، بل نَقول: يَنزل كما يَشاء وكيفَ يشاءُ تبارك وتعالى ؛ لأن الكَيفية مَجهولةٌ لنا، فلا نقولُ: نُزوله مِثل نُزول المَخلوق مِن حركةٍ وانتقالٍ؛ لأن هَذا تَدَخُّل فيما لا نَعلمُ.

ويُسَمُّون الصِّفات الذَّاتِيّة أعضاءً، واللهُ مُنَزَّه عن الأعضاءِ والأَبْعَاض والجَوَارح، فيَقيسون صِفات اللهِ على صِفات خَلقه - تَعالى اللهُ عن ذَلك - .


الشرح