×
تعْليقَاتٌ على الجَوابِ الكَافي الجزء الأول

 وهذا مِن سُوء الظنِّ باللهِ عز وجل ، وإلا فالإنفاقُ سببٌ للرزقِ، وفي الحَديث: «قَالَ اللهُ تبارك وتعالى : يَا ابْنَ آدَمَ، أَنْفِقْ أُنْفِقْ عَلَيْكَ» ([1]).

وقوله: «وَاقْعُدُوا لَهُ بِطَرِيقِ الْحَجِّ، فَقُولُوا: طَرِيقُهُ مَخُوفَةٌ مُشِقَّةٌ»، نَعَمْ شياطينُ الإنسِ والجِن يأتونَ على كُل طريقٍ فيُنَفِّرونَ منه بأن فِيه كَذا وفيه كَذا، فإذا أرادَ الحجَّ قالوا له: أنتَ بعَافيةٍ، لمَاذا تَحُجّ؟ اقعُدْ بِدَارِك، أو عندَ المسجدِ وصَلِّ، والحَج فيه خطرٌ وفيه سَفرٌ ومَشقَّة، وفيهِ... وفيهِ... وهكَذا يَقعُدوا له «عَلَى سَائِرِ طُرُقٍ الْخَيْرِ بِالتَّنْفِيرِ»، فيقولونَ: رَوِّح على نفسِك ولا تضيِّق عليها، لا تَصِرْ مُتشدِّدًا... إلى آخرِ ما تَقوله شياطينُ الإنسِ والجِنّ.

وأعظمُ سِلاحٍ للشيطانِ: النساءُ وزِينتهن، ولذلكَ يَجتهدُ الآنَ شَياطين الإنسِ والجِن في إبرازِهنّ، ويُدافعون عَنهن بزعمِهم، وأنهنَّ مَظلوماتٌ، وأنهن مَكبوتاتٌ، وأنهن ما لهنَّ مُشاركة في السِّياسة، ولا لهن مُشاركة في الأعمالِ، وأنهن مُعطَّلات... ونَحو ذلكَ.

يُريدون أن يصيدُوا بَني آدمَ بهذا السِّلاح، أن تَتْرُك المَرأةُ أُنوثتَها وتَخرُج كأنها رجلٌ، وتُسافر وتُخالط الرِّجال، فتَحصل الفِتنة؛ لأن المَرأة فِتنةٌ، والشَّهوة مُركَّبة في الإنسانِ، والشَّيطان يتَّخذ المَرأة سِلاحاً فَتَّاكاً في المُجتمعات، وما هَلكت الأممُ إلا بسببِ النِّساء إذا تُرِكت.

وقوله: «ثُمَّ الْزَمُوا ثَغْرَ الْيَدَيْنِ وَالرِّجْلَيْنِ»، فامنعُوا ابنَ آدمَ من أنه يتحرَّك في الخيرِ، أو يمشِي إلى الخَير.


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (4684)، ومسلم رقم (993).