×
تعْليقَاتٌ على الجَوابِ الكَافي الجزء الأول

 الصَّالِحِ الْجَزَاءَ فِي الدُّنْيَا بِالْحَيَاةِ الطَّيِّبَةِ، وَالْحُسْنَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَلَهُمْ أَطْيَبُ الْحَيَاتَيْنِ، وَهُمْ أَحْيَاءٌ فِي الدَّارَيْنِ.

وَنَظِيرُ هَذَا قَوْلُهُ تَعَالَى: { لِلَّذِينَ ٱتَّقَوۡاْ مَاذَآ أَنزَلَ رَبُّكُمۡۚ قَالُواْ خَيۡرٗاۗ لِّلَّذِينَ أَحۡسَنُواْ فِي هَٰذِهِ ٱلدُّنۡيَا حَسَنَةٞۚ وَلَدَارُ ٱلۡأٓخِرَةِ خَيۡرٞۚ وَلَنِعۡمَ دَارُ ٱلۡمُتَّقِينَ } [النَّحْلِ: 30] .

وَنَظِيرُهَا قَوْلُهُ تَعَالَى: { وَأَنِ ٱسۡتَغۡفِرُواْ رَبَّكُمۡ ثُمَّ تُوبُوٓاْ إِلَيۡهِ يُمَتِّعۡكُم مَّتَٰعًا حَسَنًا إِلَىٰٓ أَجَلٖ مُّسَمّٗى وَيُؤۡتِ كُلَّ ذِي فَضۡلٖ فَضۡلَهُۥۖ} [هُودٍ: 3] .

****

الشرح

قولُه: «ومِنْهَا: المعيشةُ الضَّنْكُ في الدُّنْيَا وفي البَرْزَخِ»، كما قال سبحانه وتعالى : { وَمَنۡ أَعۡرَضَ عَن ذِكۡرِي فَإِنَّ لَهُۥ مَعِيشَةٗ ضَنكٗا وَنَحۡشُرُهُۥ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ أَعۡمَىٰ}، له معيشةٌ ضَنْكٌ في الدُّنْيَا، وضَنْكٌ في القَبْرِ، وضَنْكٌ في الآخِرَةِ، فهو دائِماً في ضَنْكٍ، فما هو السَّببُ؟ {وَمَنۡ أَعۡرَضَ عَن ذِكۡرِي فَإِنَّ لَهُۥ مَعِيشَةٗ ضَنكٗا وَنَحۡشُرُهُۥ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ أَعۡمَىٰ ١٢٤قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرۡتَنِيٓ أَعۡمَىٰ وَقَدۡ كُنتُ بَصِيرٗا ١٢٥قَالَ كَذَٰلِكَ أَتَتۡكَ ءَايَٰتُنَا فَنَسِيتَهَاۖ وَكَذَٰلِكَ ٱلۡيَوۡمَ تُنسَىٰ ١٢٦وَكَذَٰلِكَ نَجۡزِي مَنۡ أَسۡرَفَ وَلَمۡ يُؤۡمِنۢ بِ‍َٔايَٰتِ رَبِّهِۦۚ وَلَعَذَابُ ٱلۡأٓخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبۡقَىٰٓ ١٢٧} [طه: 124- 127] .

وقولُه: «فإِنَّه سبحانه رَتَّبَ المعيشةَ الضَّنْكَ على الإِعْراضِ عن ذِكْرِه» ولذلك تَجِدُ الذي لا يذكر اللهَ ضَيِّقَ الصَّدْر، مُقَطِّبَ الجَبِيْنَ، يَكْرَهُ مَن حَوْلَه، ودائِماً في ضَنْكٍ لا يرتاح أَبداً، أَمَّا الذي يذكر اللهَ فتَجِدُهُ في راحةٍ، وفي لذَّةٍ بطاعةِ الله، وفي انْبِساطٍ بسببِ ذِكْرِ اللهِ عز وجل ، وهذا في الدُّنْيَا.


الشرح