وقوله: «وَالْحَيْلُولَةُ بَيْنَ الْمَرْءِ
وَقَلْبِهِ»، كما قالَ تَعالى: {وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ
يَحُولُ بَيۡنَ ٱلۡمَرۡءِ وَقَلۡبِهِۦ} [الأنفال: 24] ، فلا يَستفيد مِن قَلبه، ولا يُفكِّر في
التفكيرِ النافعِ.
وقوله: «وَإِغْفَالُ الْقَلْبِ عَنْ ذِكْرِ الرَّبِّ»،
كما في قَوله تَعالى: {وَلَا تُطِعۡ مَنۡ
أَغۡفَلۡنَا قَلۡبَهُۥ عَن ذِكۡرِنَا} [الكهف: 28] ، فلا يَلتفت لذِكر اللهِ أبدًا، ولا يَأتي
على بَاله، وإنما هَذيانه وكَلامه كُله فيما يَضُرّه.
وقوله: «وَإِنْسَاءُ الإِْنْسَانِ نَفْسَهُ»،
كَما في قَوله تَعالى: {نَسُواْ ٱللَّهَ
فَنَسِيَهُمۡۚ} [التوبة: 67] ،
وقوله: {نَسُواْ ٱللَّهَ
فَأَنسَىٰهُمۡ أَنفُسَهُمۡۚ} [الحشر: 19] ، فإذا نسيَ العبدُ نفسَه ماذا يَبقى لَه؟!
وقوله: «وَتَرْكُ إِرَادَةِ اللَّهِ تَطْهِيرَ
الْقَلْبِ»، كَما في قَوله تَعالى: { أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ لَمۡ
يُرِدِ ٱللَّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمۡۚ} [المائدة: 41] ، هَذه عُقوبة.
وقوله: «وَجَعْلُ الصَّدْرِ ضَيِّقًا حَرَجًا»،
كَما في قَوله تَعالى: { وَمَن يُرِدۡ أَن يُضِلَّهُۥ
يَجۡعَلۡ صَدۡرَهُۥ ضَيِّقًا حَرَجٗا } [الأنعام: 125] - وفي قراءة: {حَرَجٗا} - {
كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي ٱلسَّمَآءِۚ} [الأنعام: 125] ؛ لأن الذِي يَرتفع إلى الأجواءِ يَضيق
صَدره مِن الهَواء، فلا يكُون الهَواء مُناسباً ولا مُطابقاً مِثل الهَواء القَريب
مِن الأرضِ، وهَذا مِن بَاب التَّشبيه.
وقوله: «وَصَرْفُ الْقُلُوبِ عَنِ الْحَقِّ»،
فلا تُريد الحَق، وإنما دائماً تُريد الباطلَ، وهَذه عُقوبة، «وَزِيَادَتُهَا مَرَضًا عَلَى مَرَضِهَا» كما في قَوله تَعالى: { فِي
قُلُوبِهِم مَّرَضٞ فَزَادَهُمُ ٱللَّهُ مَرَضٗاۖ } [البقرة: 10] ، يعني: يَزداد المَرض في قَلبه، وهو مَرض
معنويٌّ وليسَ مرضًا حِسِّيًّا، فقد يكونُ قَلبه مِن الناحيةِ الصِّحية مِن أقوَى
القُلوب صِحَّة، ولكِنه من ناحيةِ البَصيرة لا فائدةَ فيه: {لَهُمۡ
قُلُوبٞ لَّا يَفۡقَهُونَ بِهَا} [الأعراف: 179] .