ولا أحدَ يفطنُ له، أما
الذِي يَسأل الناسَ فيَأخذ مِن هَذا فَلْسًا، ومِن هَذا لُقمَة، ومن هذا ثوباً،
فهذا تَرُدّه اللُّقمة واللُّقمتان، لكِن المُشكلة في المُحتاج الذِي يَتعفَّف مِن
سُؤال الناسِ، ولا أحدَ يدرِي عَنه، هَذا هو الذِي يَنبغي أنه يُحرَص عَليه
ويُبحَث عَنه في الصَّدقة.
قوله: «لاَ يَزَالُ جَوَّالاً حَوْلَ الْبِرِّ
وَالْخَيْرِ وَمَعَالِي الأَْعْمَالِ وَالأَْقْوَالِ وَالأَْخْلاَقِ»، هَذا هو
الفَرق فقَلب المُؤمن البَصير يَرتفع إلى مَعالي الأمُور، ويَبحث عن الأمورِ
الشَّريفة والطَّيِّبة، وأما القَلب المَخْسُوف فهَذا يَبحث عن القَاذُورات،
والمَفاسِد، والشَّهوات المُحرَّمة.
وقوله: «فَمِنْهَا مَا يَجُولُ حَوْلَ الْعَرْشِ» يَعني: يَرتفع، ويَطلب الأمورَ الطيِّبة، «وَمِنْهَا مَا يَجُولُ حَوْلَ الْحُشِّ» يَعني: مَحَلّ قَضاء الحَاجة، والحَمَّامات، والقَاذُورات.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد