×
تعْليقَاتٌ على الجَوابِ الكَافي الجزء الأول

والكبائِرُ أَيْضاً يُحْكَمُ على صاحبِها بالفِسْق ونُقْصانِ الإِيْمان، وأَمَّا الصَّغائِرُ فتَنْقُصُ كمالَ الإِيْمانِ المُسْتَحَبَّ، ولا يُحْكَمُ على صاحبِها بالفِسْق.

والكبائِرُ بعضُها أَشدُّ من بعضٍ؛ أَشدُّها: الكُفْرُ والشِّرْكُ بالله، وهذا لا يغفره اللهُ عز وجل : {إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَغۡفِرُ أَن يُشۡرَكَ بِهِۦ وَيَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَآءُۚ} [النساء: 48] ، والزِّنَا وقَتْلُ النَّفْسِ أَيْضاً مِن أَشدِّ الكبائِرِ، كما في قولِه تعالى: {وَٱلَّذِينَ لَا يَدۡعُونَ مَعَ ٱللَّهِ إِلَٰهًا ءَاخَرَ وَلَا يَقۡتُلُونَ ٱلنَّفۡسَ ٱلَّتِي حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلَّا بِٱلۡحَقِّ وَلَا يَزۡنُونَۚ} [الفرقان: 68] فهذه مِن أَكْبرِ الكبائِرِ.

كذلك من أَكْبرِ الكبائِرِ: السَّبْعُ الموبقاتُ، وهي: الشِرْكُ، والسِّحْرُ، وقَتْلُ النَّفس، وقَذْفُ المُحْصَنَاتِ، وأَكْلُ الرِّبَا، وأَكْلُ مالِ اليتيم، والتَّولِّي يومَ الزَّحْفِ هذه من كبائِرِ الذُّنوب، واللهُ تبارك وتعالى يقول: { وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ حَبَّبَ إِلَيۡكُمُ ٱلۡإِيمَٰنَ وَزَيَّنَهُۥ فِي قُلُوبِكُمۡ وَكَرَّهَ إِلَيۡكُمُ ٱلۡكُفۡرَ وَٱلۡفُسُوقَ وَٱلۡعِصۡيَانَۚ} [الحجرات: 7] ، فقسَّم المعاصي: إِلَى كفرٍ وفسوقٍ وهو الكبائِرُ، وإِلَى عصيانَ وهو الصَّغائِرُ. ويرى بعضُ العلماءِ أَنَّ كلَّ الذُّنوبِ كبائِرُ ليس فيها صغائِرُ، ولكنَّ الرَّاجحَ الأَوَّلُ، وقولُه تعالى: {ٱلَّذِينَ يَجۡتَنِبُونَ كَبَٰٓئِرَ ٱلۡإِثۡمِ وَٱلۡفَوَٰحِشَ إِلَّا ٱللَّمَمَۚ} [النجم: 32] يدلُّ على أَنَّ هناك كبائِرَ، وهناك سَيِّئَاتٍ دُوْنَها؛ حيث قسَّم الذُّنوبَ إِلَى كبائِرَ، وإِلَى لَمَمٍ، والكبائِرُ معروفةٌ، واللَّمَمُ هو: الصَّغائِرُ.

وكذلك قولُه صلى الله عليه وسلم : «الصَّلَوَاتُ الخَمْسُ، وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ مُكَفِّرَاتٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتُنِبَتِ الْكَبَائِرُ»، دليلٌ على أَنَّ هناك كبائِرَ وصغائِرَ، فالكُفْرُ والشِّرْكُ لا يُغْفَرُ إِلاَّ بالتَّوبة،


الشرح