وأَمَّا الكبائِرُ التي دُوْنَ الشِّرْكِ
والكُفْرِ فهذه تحتَ المَشِيْئَةِ، إِنْ شَاءَ اللهُ غَفَرَهَا وإِنْ شَاءَ
عَذَّبَ بِها، وأَمَّا صغائِرُ الذُّنوب فإِنَّها تُكَفَّرُ باجْتناب الكبائِرِ،
وتُكَفَّرُ بالصَّلواتِ الخمسِ، والجُمُعَةِ، وصيامِ رَمَضَانَ، وتُكَفَّرُ
أَيْضاً بالمصائِبِ التي تُصيب الإِنْسانَ.
فإِذَا أَدَّى الإِنْسانُ
الواجباتِ والفرائِضَ كفَّر اللهُ بِها له صَغَائِرَ الذُّنُوبِ، بشَرْطِ أَنْ
يُؤَدِّيَها على الوجهِ المشروعِ، أَمَّا إِذَا نقصت الفرائِضُ فإِنَّها لا
تَقْوَى على تكفيرِ الصَّغائِرِ، وهذه مشكلةٌ أَنْ يأْتيَ الإِنْسانُ بالفرائِض
فلا تَقْوَى على تكفيرِ الصَّغائِر؛ لأًَنَّها ضعيفةٌ منقوصةٌ، لأَنَّه لم
يُؤَدِّها على الوجهِ المطلوبِ.
وكذلك الحجُّ من المُكَفِّرَاتِ،
قال صلى الله عليه وسلم : «مَنْ حَجَّ
هَذَا الْبَيْتَ، فَلَمْ يَرْفُثْ، وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ
أُمُّهُ» ([1])، فالحجُّ يُكفِّرُ
اللهُ به الكبائِرَ والصَّغائِرَ؛ لعظمِ مكانتِه وقَدَرِه عند الله سبحانه وتعالى
.
وقولُه: «فتَأَمَّلْ هذا فإِنَّه يُزيل عنك إِشْكالاتٍ كثيرةً» إِذَا تَأَمَّلْتَ هذا الكلامَ وجمعتَ بين النُّصوصِ زَالَتْ عنك إِشْكالاتٌ في مسأَلة الذُّنوبِ وتقسيماتِها.
([1])أخرجه: البخاري رقم (1820).