وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْهُ
صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: «أَلاَ أُنَبِّئُكًُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ
؟»، قُلْنَا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ: «الإِشْرَاكُ باللهِ، وعُقُوقُ
الوَالِدَيْنِ، وشَهَادةَ ُالزُّوْرِ» ([1]).
وفي الصَّحِيْحَيْنِ عنه صلى
الله عليه وسلم أَنَّه قال: «اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ»، قِيلَ: وَمَا
هُنَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «الإِْشْرَاكُ بِاللَّهِ، وَالسِّحْرُ،
وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ، وَأَكْلُ مَالِ
الْيَتِيمِ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ، وَقَذْفُ
الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاَتِ الْمُؤْمِنَاتِ» ([2]).
وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْهُ
صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ سُئِلَ: أَيُّ الذَّنْبِ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ؟
قَالَ: «أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ»، قِيلَ: ثُمَّ أَيُّ؟
قَالَ: «أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ مَخَافَةَ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ»، قِيلَ: ثُمَّ
أَيُّ؟ قَالَ: «أَنْ تَزْنِيَ بِحَلِيلَةِ جَارِكَ» ([3]).
فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى
تَصْدِيقَهَا {وَٱلَّذِينَ
لَا يَدۡعُونَ مَعَ ٱللَّهِ إِلَٰهًا ءَاخَرَ وَلَا يَقۡتُلُونَ ٱلنَّفۡسَ ٱلَّتِي
حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلَّا بِٱلۡحَقِّ وَلَا يَزۡنُونَۚ} [الْفُرْقَانِ: 68] .
****
الشرح
في قولِه صلى الله عليه وسلم
: «أَلاَ أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ
الْكَبَائِرِ؟»، وقولُه: «اجْتَنِبُوا
السَّبْعَ المُوبِقَاتِ» دليلٌ على أَنَّ الكبائِرَ ليستْ سواءً، بل بعضُها أَشدُّ
من بعض، وأن هذه السَّبْعَ هي أَشدُّها، والموبقاتُ: يعني المُهْلِكَاتُ.
وهذه السَّبْعُ هي أَكْبرُ الكبائِرِ، وأَكْبرُها: الشِّرْكُ، ثمَّ قَتْلُ النَّفس، ثمَّ الزِّنَا. فأَوَّلُهَا الشِّرْكُ باللهِ، هو أَكْبرُ الذُّنوب جميعاً، وأَعْظمُ ما نَهَى اللهُ عنه.
([1])أخرجه: البخاري رقم (2653)، ومسلم رقم (87).