×
تعْليقَاتٌ على الجَوابِ الكَافي الجزء الأول

 وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْهُ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: «أَلاَ أُنَبِّئُكًُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ ؟»، قُلْنَا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ: «الإِشْرَاكُ باللهِ، وعُقُوقُ الوَالِدَيْنِ، وشَهَادةَ ُالزُّوْرِ» ([1]).

وفي الصَّحِيْحَيْنِ عنه صلى الله عليه وسلم أَنَّه قال: «اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ»، قِيلَ: وَمَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «الإِْشْرَاكُ بِاللَّهِ، وَالسِّحْرُ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ، وَقَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاَتِ الْمُؤْمِنَاتِ» ([2]).

وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْهُ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ سُئِلَ: أَيُّ الذَّنْبِ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ؟ قَالَ: «أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ»، قِيلَ: ثُمَّ أَيُّ؟ قَالَ: «أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ مَخَافَةَ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ»، قِيلَ: ثُمَّ أَيُّ؟ قَالَ: «أَنْ تَزْنِيَ بِحَلِيلَةِ جَارِكَ» ([3]).

فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى تَصْدِيقَهَا {وَٱلَّذِينَ لَا يَدۡعُونَ مَعَ ٱللَّهِ إِلَٰهًا ءَاخَرَ وَلَا يَقۡتُلُونَ ٱلنَّفۡسَ ٱلَّتِي حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلَّا بِٱلۡحَقِّ وَلَا يَزۡنُونَۚ} [الْفُرْقَانِ: 68] .

****

الشرح

في قولِه صلى الله عليه وسلم : «أَلاَ أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ؟»، وقولُه: «اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبِقَاتِ» دليلٌ على أَنَّ الكبائِرَ ليستْ سواءً، بل بعضُها أَشدُّ من بعض، وأن هذه السَّبْعَ هي أَشدُّها، والموبقاتُ: يعني المُهْلِكَاتُ.

وهذه السَّبْعُ هي أَكْبرُ الكبائِرِ، وأَكْبرُها: الشِّرْكُ، ثمَّ قَتْلُ النَّفس، ثمَّ الزِّنَا. فأَوَّلُهَا الشِّرْكُ باللهِ، هو أَكْبرُ الذُّنوب جميعاً، وأَعْظمُ ما نَهَى اللهُ عنه.


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (2653)، ومسلم رقم (87).

([2])أخرجه: البخاري رقم (2766)، ومسلم رقم (89).

([3])أخرجه: البخاري رقم (4761).