وَاخْتَلَفَ النَّاسُ فِي الْكَبَائِرِ: هَلْ
لَهَا عَدَدٌ يَحْصُرُهَا؟ عَلَى قَوْلَيْنِ. ثُمَّ الَّذِينَ قَالُوا بِحَصْرِهَا
اخْتَلَفُوا فِي عَدَدِهَا:
فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
مَسْعُودٍ: هِيَ أَرْبَعٌ ([1]).
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
عُمَرَ: هِيَ سَبْعٌ ([2]).
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: هِيَ تِسْعَةٌ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: هِيَ
إِحْدَى عَشْرَةَ ([3]).
وَقَالَ آخَرُ: هِيَ
سَبْعُونَ.
وَقَالَ أَبُو طَالِبٍ
الْمَكِّيُّ: «جَمَعْتُهَا مِنْ أَقْوَالِ الصَّحَابَةِ، فَوَجَدْتُهَا:
أَرْبَعَةً فِي الْقَلْبِ،
وَهَى: الشِّرْكُ بِاللَّهِ، وَالإِْصْرَارُ عَلَى الْمَعْصِيَةِ، وَالْقُنُوطُ مِنْ
رَحْمَةِ اللَّهِ، وَالأَْمْنُ مِنْ مَكْرِ اللَّهِ.
وَأَرْبَعَةٌ فِي
اللِّسَانِ، وَهَى: شَهَادَةُ الزُّورِ، وَقَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ، وَالْيَمِينُ
الْغَمُوسُ، وَالسِّحْرُ.
وَثَلاَثٌ فِي الْبَطْنِ:
شُرْبُ الْخَمْرِ، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ، وَأَكْلُ الرِّبَا.
وَاثْنَتَانِ فِي الْفَرْجِ،
وَهُمَا: الزِّنَا، وَاللِّوَاطُ.
وَاثْنَتَانِ فِي
الْيَدَيْنِ، وَهُمَا: الْقَتْلُ، وَالسَّرِقَةُ.
وَوَاحِدَةٌ فِي
الرِّجْلَيْنِ، وَهَى: الْفِرَارُ مِنَ الزَّحْفِ.
وَوَاحِدٌ يَتَعَلَّقُ
بِجَمِيعِ الْجَسَدِ، وَهُوَ: عُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ» ([4]).
وَالَّذِينَ لَمْ يَحْصُرُوهَا بِعَدَدٍ، مِنْهُمْ مَنْ قَالَ: كُلُّ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ فِي الْقُرْآنِ فَهُوَ كَبِيرَةٌ، وَمَا نَهَى عَنْهُ الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم فَهُوَ صَغِيرَةٌ.
([1])أخرجه: الطبري في تفسيره (5/40).