وقولُه: «يُصلِّي لله فيها» يعني: هذا النَّهْيًَ
وهذا الوعيدَ مع أَنَّه يتوجَّه بصلاتِه إِلَى الله وليس إِلَى القبر؛ لأَنَّه
وسيلةٌ إِلَى الشِّرْك، أَمَّا إِذَا كان يُصلِّي للقبرِ فهذا شِرْكٌ أَكْبرُ، وهو
أَشدُّ، فالذي يقصد القبورَ وأَصْحابَها ويتقرَّبُ إِلَيْهِمْ؛ هذا شِرْكٌ
أَكْبرُ.
وقولُه صلى الله
عليه وسلم : «لَعَنَ اللهُ اليَهُودَ
والنَّصَارَى» ما هو السَّببُ؟ «اتَّخَذُوا
قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ»، هذا هو سببُ لَعْنَتِهم، وكذلك من تشبَّه
بِهم مِن هذه الأُمَّة فإِنَّ ملعونَ، مَن اتَّخذ القبورَ مساجدَ يُصلِّي عندها،
ويذهب إِلَيْها، ويَتَبَرَّكُ بِها، ويتمسَّح بتربتِها؛ هذا ملعونٌ بنَصِّ هذا
الحديثِ.
وقولُه: «إِنَّ شِرَارَ النَّاس» يعني: أَشرُّ من الذي يتَّخذ القبرَ مسجداً يُصلِّي عنده، فمن يبني عليه هذا هو أَشرُّ النَّاس والعياذُ باللهِ، فهو يفعل ذلك ويظنُّ أَنَّه من خيرِ النَّاس، وأَنَّ هذا من محبَّة الصَّالحين، ومن التَّقرُّبِ إِلَى اللهِ... إِلَى غيرِ ذلك من الأَقْوالِ الشَّيْطانيَّةِ التي زَيَّنَها لهم الشَّيْطانُ، لكنْ لمَّا أَنَّ اللهَ جل وعلا نَهَى عن ذلك ولم يَأْمُرْ به صار بفِعْلِه هذا مِن أَشرِّ النَّاس.